فقه السياسة الشرعية، أبعاده وتجلياته

يُعدُّ الفقه السياسي من بين أهم مجالات الفقه التي ساهمت في إثراء الفكر الإسلامي، حيث اهتم الفقهاء ببيان أحكامه ومعالجة الوقائع والنوازل السياسية، بعد أن ظهرت معالمه منذ بداية التشريع الإسلامي ليزدهر ويتطور، وتنتعش بعد ذلك حركة التأليف وترسخ لفقه يحكم وظائف الدولة، وتؤصل لفكر متميز ارتبطت أحكامه بالواقع الاجتماعية السياسي للأمة. إن الفقه السياسي يراعي في أحكامه المصلحة الشرعية باعتبار أثرها في قوام أمر الأمة، بل يجعل منها معيارا وقيدا رئيسيا في ممارسة وظيفة الولاية قياما بمصالح الناس وإصلاح دينهم ودنياهم. ومن هنا يمكننا القول بأن السياسة الشرعية تعتمد في منهجها على علم المقاصد، وتجعل منه قسما مهما من أقسام المقاصد الشرعية الخاصة؛ لأنها تختص بما يهدف إلى تحقيق مقاصد الشريعة في أحد المجالات الانسانية الحيوية.