في دعوتهم لكتابة [هذه] الأوراق البحثية، عبَّـــر محرّرُو هذا العدد الخاص عن درجة من القلق إزاء الحالة الراهنة التي تعرفها نظرية العلاقات الدولية، لكن الوضع [في واقع الحال] يعتبر أفضل و [في نفس الوقت] أسوأ مما يقترحونه. فمن جهة، هناك تقدم حقيقي على مدى العقد الماضي في بعض المجالات الفرعية من الحقل. قد لا يكون لدى مُنتجي نظرية العلاقات الدولية الليبرالية والواقعية هذا النوع من الموقف في العلوم الاجتماعية/الإنسانية بوصفهم أصحاب نظريات كبرى، بالشكل الذي حدده كوينتين سكينر في كتابه منتصف الثمانينات، لكن يبقى لديهم الكثير ليقولوه حول الكيفية التي يعمل بها العالم. كما أن العالم كان ليصبح مكانا أفضل على مدى العقد الماضي أو نحو ذلك لو أن ما قاله هؤلاء المنظرون كان قد حضي باهتمام أكبر. من جهة أخرى، نجد أن مجموعة المنظرين حديثي العهد الذين تمكنوا خلال الثمانينيات من بلوغ مقام منظري النظرية الكبرى، بتعبير سكينر، فشلوا، بشكل رئيسي، في تحقيق الوعود التي تم قطعها في غضون ذلك العقد. في الواقع، تعتبر حالة نظرية العلاقات الدولية في هذه المرحلة بالذات مدعاة للقلق. هناك حاجة ملحة لنظرية "نقدية لحل الـمشاكل" (‘critical problem-solving’ theory)؛ وهي نظرية من شأنها أن ترتبط مباشرة بمشاكل العالم الحقيقي، لكنها [تبدو وكأنها] تقارب لها من منظور أنها غير قادرة على المواكبة.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 09/11/2023
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - محمد حمشي
المصدر : المجلة الجزائرية للأمن والتنمية Volume 5, Numéro 2, Pages 256-275 2016-07-01