لقد عرف النص الأدبي في العصر الراهن حركة انتقالية نوعية غّيرت المألوف، وصنعت الجديد، وذلك عندما استفاد الأدب من التطور التكنولوجي، ومن الثورة التقنية الكبيرة التي شهدها هذا العالم، مع ظهور شبكة الإنترنيت وما أحدثته في عالم الاتصال. وكلما تطوّر الفكر البشري وتطورت آليات تفكيره، تغيّرت أشكال تعبيره، ومن ثَمّ تغيرت إدراكاته للأشياء والحياة والعالم. ويعتبر كل انتقال حضاري بمثابة انتقال في أسئلة الواقع.
وبهذا انتقل النص الأدبي من مرحلة الورقية والكتابة إلى المرحلة الإلكترونية، وأصبح الحاسوب وسيطاً جديداً للإبداع بين المبدع والمتلقي. وقد أشار "مارك جيمنيز" في هذا الصدد إلى موضوع الفن بأنواعه، وعلاقته بالتكنولوجيا الحديثة، وكيفية استفادته من هذه الابتكارات العلمية، حيث يرى أنّ «تقنيات الاستنساخ الحديثة قد سمحت... بجعل الأعمال الفنية في متناول جميع الناس، ويعتبر ذلك -حسب بنيامين -ظاهرة جديدة سمحت بتحقيق رغبة الجماهير في تملك الشيء في الصورة والنسخة.. وقد سمح لأكبر عدد ممكن من الناس بلوغ فن متحرر من وظيفته الثقافية، ففي الماضي كان الفن خاصاً بالطبقة التي كانت تتمتع بالامتيازات وبالنخبة البورجوازية ...» ٭.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 16/09/2022
مضاف من طرف : einstein
صاحب المقال : - بلخامسة كريمة
المصدر : الخطاب Volume 9, Numéro 17, Pages 221-232 2014-01-01