الجزائر

فعاليات شهر المونولوغ بباتنة فلاشات سياسية مموهة ونقد اجتماعي لاذع يستهوي الجمهور



 أضفت تظاهرة شهر المونولوغ المتواصلة فعالياتها بولاية باتنة، حركية كبيرة على المشهد الثقافي بالولاية، حيث بات المسرح الجهوي وجهة الجمهور المفضلة للإستمتاع بالعروض المتداولة على الركح لفرق قدموا من 16 ولاية اتفقوا على تشريح جريء للواقع الاجتماعي، من خلال القضايا المطروحة والإنتقاد اللاذع لبعض المظاهر، مع انتهاج الرمزية والتلميح في توجيه بعض الرسائل السياسية بشكل لم يفقدها القدرة على الوصول إلى الجمهور.أما الهواجس اليومية لمختلف الشرائح الإجتماعية، فقد وجدت نصيبا وافرا من المعالجة على الركح، على غرار نموذج المرأة العاملة الذي تناولته الممثلة المسرحية "تونس" في مونولوغ "وردة" لتعاونية الأنيس الثقافية بسطيف، من خلال استعراض يوميات عاملة تنظيف وصراعاتها المتشعبة للظفر بلقمة العيش والهروب من الراهن إلى مستقبل أفضل، ورسم الصورة الاعتيادية لفارس الأحلام المتجسدة في شخصية "الجمعي" المنتمي إلى طبقة اجتماعية رفيعة لن تطالها أحلام وردة.وغير بعيد عن مضمون هذا العرض، قدمت جمعية "نجوم الفن" بسكيكدة مونولوغا بعنوان "أحلام زمان"، أسهبت فيه الممثلة والمؤلفة، سامية سعدي، في إبراز معاناة الآلاف من النساء اللواتي فاتهن قطار الزواج لأسباب كثيرة، من خلال شخصية "العانس" التي تنعت بالمصطلح العامي "البايرة". كما كان الجمهور الحاضر، أول أمس، مع موعد مع عرض "أنتيك" للجمعية الفنية السينمائية "أضواء الجزائر"، ألفه يوسف تعونيت وتقمص شخصيته الممثل عبد الكريم بريبر في قالب هزلي هادف، من خلال يوميات الشاب "سالم" المجبر على المكوث بالبيت بدل زوجته العاملة لفشله في الظفر بمنصب عمل بعد تخرجه من الجامعة، فاضطلع بالأعمال المنزلية والرد على المكالمات الهاتفية للأشخاص الذين يسألون عن زوجته، وهو ما يحز في نفسه ويعتبره انتقاصا من الرجولة، غير أن ذلك يقابله حب شديد للزوجة يثنيه عن مصارحتها بمعاناته من هذا الوضع خوفا من التصادم معها، فيتأجل هذا التصادم إلى حين حصول سالم على منصب عمل كحارس ليلي، فيطلب من زوجته العودة إلى مكانها الطبيعي بالبيت، وهو ما ترفضه الزوجة وتبقى النهاية مفتوحة على كثير من الإحتمالات. وينتمي عرض "أنتيك" إلى المونولوغ التداولي الذي نال تفاعلا و إعجابا واسعا من قبل الجمهور.وقد صنع الفنان العمري كعوان الاستثناء في هذه التظاهرة، المتواصلة إلى العاشر من الشهر القادم، وقدم في عرضه "جن وبلعطوه" صورة كاريكاتورية للمغترب الجزائري في البلاد الأوربية وتوصله إلى نتيجة حتمية بأن البداية لن تكون من غير أرض الوطن. وقد امتد العرض إلى ساعتين من الزمن متجاوزا مدته بأربعين دقيقة نتيجة تفاعل الجمهور وتجاوبهم مع العمري كعوان الذي صال وجال بدوره في مختلف أنحاء قاعة العرض. طارق رقيق


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)