الجزائر

فضلات بشريّة تزاحم المصطافين في البحر!



فضلات بشريّة تزاحم المصطافين في البحر!
لم تعد ظاهرة السباحة مع الفضلات البشرية...أكرمكم الله، أمرا غريبا على كثير من شواطئنا وحتى بالوديان السياحية، والنصيب الأكبر من المسؤولية في ذلك تتحمله العائلات، التي تدعو أبناءها إلى قضاء حاجاتهم البيولوجية داخل مياه البحر، بحجة انعدام المراحيض، وكذا السلطات المحلية التي تجاهلت تماما فكرة تشييد المراحيض من أجندة عملها، سواء داخل المدن أم على الشواطئ.تسببت بعض السلوكات الغريبة والمقززة، في هجرة كثير من العائلات للشواطئ صيفا، مفضلين الاستجمام في الغابات أو المساحات الخضراء. وعلى رأس هذه السلوكات، قضاء الحاجة البيولوجية داخل مياه البحر والوديان، والخطير في الموضوع، أن الوالديْن هما من يطلبان غالبا من صغارهما التغوط أو التبول في البحر، بحجة انعدام مراحيض عمومية، وحتى ولو وجدت هذه الأخيرة، فالعائلات لا تستعملها، مبررة الأمر بأن مياه البحر المالحة تطهر نفسها حتى من الفضلات البشرية، ولا خوف على المصطافين...!!والفضلات البشرية الطافية على سطح البحر، ضربت السياحة الجزائرية في العمق، وتعد الحادثة التي تعرضت لها جزائرية مغتربة بفرنسا خير دليل على ذلك، فالأخيرة لم تتخلف سنة في قضاء عطلتها بالجزائر رفقة أطفالها، فكانت تختار دائما شاطئ سيدي فرج، لقربه من مركز العلاج بمياه البحر الذي تعالج فيه...والسنة المنصرمة بينما كانت مستلقية على الشاطئ، أيقظها صراخ طفلها الذي كان يسبح، وعندما ذهبت لتتبيّن الأمر، أراها فضلات بشرية تطفو بالقرب منه، لتحمل أغراضها في الحال وتغادرالشاطئإلى غير رجعة، مؤكدة لأطباء مركز العلاج بماء البحر أنها لن تعود ثانية إلى الجزائر.وحتى الوديان السياحية طالتها الظاهرة، فحسبما أكدته لنا سيدة كانت رفقة زوجها وأطفالها بمنطقة حمام ملوان بالبليدة منذ أيام، أنها كانت جالسة على طرف الوادي، وأمامها سيدة مسنة أدخلها ولداها إلى مياه الوادي للسباحة، لتتفاجأ العجوز بفضلات بشرية تمر أمامها، فأصيبت بالصدمة وشرعت في الصراخ طالبة من ولديها إخراجها في الحال، ولأن الفضلات واصلت "مسيرها" على مياه الوادي، بدأ المصطافون في الهروب واحدا تلو الآخر.وفي الموضوع، يحذر الأطباء من خطورة التغوّط في أماكن عمومية، لأن السلوك يهدد بانتشار أمراض خطيرة بالجهاز الهضمي، حيث أكد المختص في الصحة العمومية بن أشنهو في اتصال مع "الشروق"، أن أخطر شيء موجود في جسم الإنسان هو فضلاته، لأنها تحمل أنواعا عديدة من البكتيريا، والفضلات البشرية التي تطرح داخل مياه البحر أو الوادي، تنتشر منها البكتيريا في الماء، والأخيرة تدخل إلى جسد الشخص الذي يسبح بالقرب منها، خاصة أن غالبية المصطافين يبتلعون مياه البحر أثناء السباحة، فتدخل بكتيريا الفضلات إلى البطن، متسببة في ظهور ديدان التينيا الخطيرة، أو "الأفاعي" كما وصفها المختص، التي يبلغ طولها حتى 3 أمتار، والأخيرة تعيش في القولون وتقسّم نفسها إلى قطع صغيرة يطرحها الشخص المصاب في فضلاته.وتعجب المختص من مقولة أن البحر يطهّر نفسه، فحسبه "أكثر أنواع البكتيريا نجدها على شاطئ البحر، حيث يسبح الأغلبية ملتصقين ببعضهم، أما المياه النقية فتكون في عرض البحر".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)