الجزائر

فضل الصوم في شهر الله المُحرَّم



سمَّى سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المُحرَّم شهر الله. فعن أَبي بَكْرَةَ عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ''إنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ثَلاَثٌ مُتَوَالِيَاتٌ ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ وَرَجَبُ مُضَرَ الّذي بين جمادى وشعبان'' متفق عليه. من أعظم شهور السنة محرم، عظّمَه الله وشرّفه من بين سائر الشهور وأضافه إلى نفسه تشريفاً له وإشارة إلى أنّه حرمه بنفسه وليس لأحد من الخلق تحليله.
وقد كانت العرب تعظّمه في الجاهلية، وكان يسمَّى بشهر الله الأصم من شدّة تحريمه. وقد رجَّح طائفة من العلماء أن محرّم أفضل الأشهر الحرم.
والصّوم في شهر محرّم من أفضل التطوّع، فقد أخرج مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: أفضل الصّيام بعد شهر رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرّم وأفضل الصّلاة بعد الفريضة قيام اللّيل ، وهذا محمول على التطوع المطلق، أمّا التطوّع المُقيَّد كصيام ست من شوال وغيره فهذا أفضل من صوم محرّم لأنّه يلتحق بصوم رمضان، فهو بمنزلة السنن الرّواتب في الصّلاة والسُنّة الرّاتبة مقدمة على النّافلة المطلقة في باب العبادة. وكذلك صوم عرفة وغيره من السنن الرّواتب أفضل من التطوع في محرم.فيستحب للمسلم أن يكثر من الصّيام في شهر محرَّم، فإن لم يقدر على ذلك صام ما تيسَّر له. ولم ينقل أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم صام المحرَّم كاملا، بل المحفوظ عنه صوم عاشوراء.
ويتأكّد صوم يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من شهر محرم، والسُّنَّة أن يصوم يوماً قبله أو يوماً بعده. وقد ورد في صومه فضل عظيم فعن أبي قَتادةَ رضي الله عنه قال: سُئِل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن صيامِ يومِ عاشوراء فقال: يُكفِّرُ السَّنَةَ الماضِية رواه مسلم. وعن ابنِ عبَّاسٍ رضيَ الله عنهُما قال: صَامَ رَسُولُ الله صلّى الله عليه وسلّم يومَ عاشُوراء وأمَرَ بِصِيامِهِ، قالوا: يا رَسُولَ اللهِ! إِنَّهُ يَومٌ تُعَظِّمُهُ اليَهودُ وَالنَّصَارَى. فَقالَ رسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: فَإذا كَانَ العامُ المُقْبِلُ، إِن شَاءَ اللهُ، صُمْنَا اليَومَ التَّاسِع قال: فَلمْ يَأتِ العامُ المُقْبِلُ، حَتَّى تُوُفِيَّ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم رواه مسلم.
وكان سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: افعلوا الخير دهركم، وتعرّضوا لنفحات رحمة الله، فإنَّ لله نفَحَات من رحمتهِ، يصيب بها مَن يشاء من عبادهِ، وسَلُوا الله أن يستر عوراتكم، وأن يؤمِّن رَوْعَاتكم أخرجهُ الطبراني في الكبير.
فالسَّعيدُ مَن اغتنم مواسم الشهور والأيّام والسّاعات، وتقرَّبَ فيها إلى مولاه بما فيها من وظائف الطّاعات، فعسى أن تصيبه نفحةٌ من تلك النّفحات، فيسعد بها سعادةً يأمَن بعدها من النَّار وما فيها من اللفحات، ومِن أعظم نفحَاتِهِ مصادفة ساعة إجابة يسأل فيها العبد الجنَّة والنَّجاة من النَّار، فيُجابُ سُؤاله، فيفوز بسعادة الأبد. قال الله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} آل عمران: .185                        


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)