الجزائر

فضائل للصيام والسعي على الرزق في الحر



فضائل للصيام والسعي على الرزق في الحر
تكفير الذنوب وجلب البركة أبرزها
فضائل للصيام والسعي على الرزق في الحر
أن الاجتهاد في السعي على طلب الرزق الحلال في اليوم شديد الحر عمل جليل له ثواب عظيم.
وفي الحديث النبوي الشريف أن النَّبِيِّ مَرَّ عَلَى رَجُلٌ فَرَأى أَصْحَابُ رَسُوْلِ اللهِ مِنْ جَلَدِهِ وَنَشَاطِهِ فَقَالُوا: يَا رَسُوْلَ اللهِ! لَوْ كَانَ هَذَا فِي سَبِيلِ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُوْلُ اللهِ إِنْ كَانَ خَرَجَ يِسْعَى عَلَى وَلَدِهِ صِغَارًا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَإِنْ كَانَ خَرَجَ يَسْعَى عَلَى أَبَوُيْنِ شَيْخَينِ كَبِيرَيْنِ فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَإِنْ كَانِ يَسْعَى عَلَى نَفْسِهِ يَعفَّهَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَإِنْ كَانَ خَرَجَ رَيِاءً وَمُفَاخَرَةً فَهُوَ فِي سَبِيلِ الشَّيْطَانِ . أخرجه الطبراني
*ثواب السعي علي الرزق في الأجواء الحارة
وبشكل عام فقد حثنا الله تعالى على السعي على الرزق واكتسابه من حلال ونهانا عن الكسل والتواكل وقال تعالى في هذا الشأن فَإِذَا قُضِيَتْ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ.
وكذلك حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على التوكّل على الله تعالى حق التوكّل والأخذ بالأسباب في طلب الرزق وطلب منا السعي والعمل فقد قال صلى الله عليه وسلم لئن يذهب أحدكم بأحبله إلى الجبل فيحتطب ويبيع خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه .
بل ان النبي صلي الله عليه وسلم كان له دعاء خاص عند السعي إلي الرزق  اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل ومن الجبن والبخل ومن غلبة الدين وقهر الرجال .. فقد استعاذ صلوات الله وسلامه عليه من الكسل والركون وعدم السعي وعلينا أن نتجنب كل هذه الأشياء السلبية طالبين من الله تعالى العون والسداد في رزق حلال طيب.
والسعي على الرزق له عند الله تعالى أجر عظيم وثواب كبير ومنزلة خاصة حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من الذنوب ذنوبًا لا يكفرها إلا السعي على الرزق .. ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فوجد أحدهم ينقطع للعبادة فقال: من أين يأكل هذا؟ قالوا: كلنا يعطيه يا رسول الله قال: كلكم أفضل منه .
*الصوم في الحر جالب للرزق
وهناك أسباب للرزق والبركة فيه وأن يكون بلا كد ولا كدر فقد قال تعالى في سورة الأعراف الآية (96) ولو أنّ أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض .. فالإيمان بالله تعالى والتقوى تستوجب رضا الله تعالى ورقه الوفير.
وفي سورة الطلاق الآيتان 2و3 يقول الله تعالى ‏‏وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتوكّل عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْء قَدْرًا‏ .. فالتقوى سبب لأن يجعل الله لك من كل ضيق مخرجا ومن كل هم فرجا ويرزقك رزقا وفيرا من حيث لا تحتسب يكون سببا في ستر الله لك في الدنيا ومغفرة الذنوب في الآخرة.
من جانب أخري فقد اجمع الفقهاء علي الثواب العظيم العظيم للصوم في كل الأجواء ولكنه في شدة الحر يكون أعظم أجرًا منوهًا بأن التكليف كلما كان فيه مشقة كلما عظمت الأجور التي يحصلها الإنسان منه والقاعدة الفقهية تقول ما كان أكثر فعلًا كان أكثر فضلًا وعليه فإن الصيام في الأيام التي يشق فيها الصيام والإنسان يجاهد نفسه فيصوم ويتمم الصوم يكون الأجر فيها أكبر من الأيام التي يكون فيها النهار أقصر أو تكون المشقة المرتبطة فيها بالصيام أقل.
أهل العلم كذلك أكدوا أنه  إذا كان في الصيام مشقة لطول اليوم وشدة حر فإن ثوابه يكون أعظم مستشهدًا بما روي عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا فِي عُمْرَتِهَا: إِنَّ لَكِ مِنَ الْأَجْرِ قَدْرَ نَصَبِكِ وَنَفَقَتِكِ رواه الدارقطني
بل أن الصيام من العبادات التي لها أثرٌ عظيمٌ في حياة الفرد والمجتمع فهو يعود الإنسان على الصبر وتحمل المشاق ويرقق المشاعر والأحاسيس ويربط العبد بربه وخالقه وفي الصوم خضوعٌ وطاعةٌ وحرمانٌ من ملذات الحياة وشهواتها طيلة النهار إيمانًا واحتسابًا لله وهو انتصارٌ على النفس والهوى والشيطان ورمضان هو شهر المغفرة والعتق من النار ويكفيه فضلًا أن الله سجّل فضله في القرآن الكريم ليظل يُتلى على مَرِّ الأيام وكَرِّ الأعوام إلى أن يرث اللهُ الأرضَ ومَن عليها فهو الشهر الوحيد الذي ذُكر باسمه في القرآن الكريم.
وكذلك ورد عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: خَرَجْنَا غَازِينَ فِي الْبَحْرِ فَبَيْنَمَا نَحْنُ وَالرِّيحُ لَنَا طَيِّبَةٌ وَالشِّرَاعُ لَنَا مَرْفُوعٌ فَسَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي: يَا أَهْلَ السَّفِينَةِ قِفُوا أُخْبِرْكُمْ حَتَّى وَالَى بَيْنَ سَبْعَةِ أَصْوَات قَالَ أَبُو مُوسَى: فَقُمْتُ عَلَى صَدْرِ السَّفِينَةِ فَقُلْتُ: مَنْ أَنْتَ؟ وَمِنْ أَيْنَ أَنْتَ؟ أَوَمَا تَرَى أَيْنَ نَحْنُ؟ وَهَلْ نَسْتَطِيعُ وُقُوفًا؟ قَالَ: فَأَجَابَنِي الصَّوْتُ: أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِقَضَاء قَضَاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نَفْسِهِ؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلَى أَخْبِرْنَا قَالَ: فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى قَضَى عَلَى نَفْسِهِ أَنَّهُ مَنْ عَطَّشَ نَفْسَهُ للهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي يَوْم حَارّ كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يَرْوِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. قَالَ: فَكَانَ أَبُو مُوسَى يَتَوَخَّى ذَلِكَ الْيَوْمَ الْحَارَّ الشَّدِيدَ الْحَرِّ الَّذِي يَكَادُ يَنْسَلِخُ فِيهِ الْإِنْسَانُ فَيَصُومُهُ أخرجه عبد الرزاق في مصنفه والبيهقي في شعب الإيمان وأبو نعيم في حلية الأولياء .




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)