الجزائر

فضاء الخاطرة



فضاء الخاطرة

لا يجد الليل منشغلاً مثلي عن نفسه إزاء خيال هاربٍ مثلك !،ولا شاعراً أثقلته المأساة فاعتذر له الخيال عن خبال ! وها أنذا بقايا طين يتوق إلى عطل التمثال بعد أن استنكفت الروح جموده وقراره ..
يبوح المطربون منك وإليك ،ويعزف خلفهم العازفون،ويتصالح بعد ذوبانهم شتى المحبين والأتقياء والخائفين ، وأحرم من الأريج والنشيج بين يديك لعطل واحد هو كبرياؤك ! يا لكبرياء الأنثى ! .. ويا لبراءة ساحتها - لكيدها الجميل - من شتى دعاياتنا وادّعائنا ! فهي الخبيرة بصرف الهوس بنظرة واحدة مسافة مترين من خطاها ، وتبتعد عدسة الزحام عن عدساتها اللاصقة المنحرفة ( لتنظر شزرا ) ونعلم أن حَوَلها الجبار عشّش زمن رضائها اخضراراً،وأفرز ضبابها على خدها احمراراً فوقعت فريسة الجذب من حيث يدفعها التيار إلى شباكٍ ، وهي بينهما ورقة في مهبٍّ ، وحيلة استسلمت لمطرقة خشبية ووردة لذبول صيفي منبوذ ! يا ليل يا مرآة عينيها ، وتحكي فيكَ قصّتها ملوّنةً بشفَّافِ المدينة.. واخضرار الزورق الممتد بين الموجتين.. أردد ملء حملهما سلامي المطمئن على خطوط الوحل .. تدركه خطى لقوافل العشاق قدّامى !.. كنتِ هنا ،والآن لستِ هنا ؛ ضدّانِ والتاريخ بينهما !وأعرف لن أنتهي منكِ ، ولما أنتهِ من شبح حيالي وحواليّ ! فلا تستجيب لمرايا الأضواء المنبعثة من مدن وسماءَ وأعمدة ، وتقول الصفحات النائمة في كهف مكتبتي رأيها المسترخي كخرائطَ وأجزاء خرائط لكنوز قيل إن الجن استهلكتها بعدما ظل لقرون في انتظار الحكماء أو الطامعين والبخلاء والسّحرة !..وتقول في إحدى رسائلها الشاخصة :ها أنت تظنّ بى ما تظنّ،وإنني أعتز ببساطتي في أنوثتي ،وأعترف بطول شَعري، وغزارة مطر في إذ يخبئه عنكَ !،إنه لوز وجهي يا مجنون وحنطته وخرنوبه،بعد أن تراكم تحت شمسِكَ زمن انبهاري بدافق شعرك على لفيح ابتعادك،وكنتَ قبضتَ قبضةً من أثرك لأعيدها زيتونا يشعُّ لخطاك ... علّك تعود يا حبيبي لا يرُيكِ الألماس من خلفه لوناً كبيرا يشعّ كالظلماتِ ! ربما أذنكِ الأميرة تزهو خفَّةً من حفيفها كلماتي ! غير أن الخمار يعزلني عنكِ عدولا ،مطاردا أوقاتي !
ربما قالت في خاطرها ذات مساء :سأصمد كجذع المعبود داخل الهيكل ومطلق السماء ،أو بعض معناها في حنايا عاشق !وظللت أصفق لهذا المعنى وبيدي أوراق ترفرف للنسيم ،وساعة تلتقط الثواني ..وخطوة رجل توقف دورانها على محور رقص طائر وبين زمجرة مقعد على حجر وجلوسي المسنّ المستند إلى أيّ شيءٍ فيك يعبر من نظراتي الطفيفة إليك ! ...لم أسيِّسْكِ حتّى تكوني مرشَّحَةَ الكاذب القادِمِ ! لم تشُذّي على نظمِ كينونتي دوراناً .




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)