الجزائر - A la une

فشل في حل مشاكل العزلة بالبلديات الجبلية في جيجل أولاد يحي خدروش وأولاد رابح وغبالة أكثر المناطق تضررا



فشل في حل مشاكل العزلة بالبلديات الجبلية في جيجل أولاد يحي خدروش وأولاد رابح وغبالة أكثر المناطق تضررا
لاتزال العزلة عنوانا بارزا لشكاوى المواطنين القاطنين في البلديات النائية بولاية جيجل، حيث تعد إنشغالا آنيا لسكان القرى والمداشر المحاصرين بمسالك وعرة وطرقات ترابية، وهذا رغم التطور الكبير الذي شهده قطاع الطرقات الوطنية والولائية عبر إقليم عاصمة الكورنيش.اتفق العديد من السكان الذين تحدثنا إليهم ببلديات ولاية جيجل على أن ما يصعب حياتهم في القرى والأرياف البعيدة هي تلك الطرقات الترابية وغير المهيأة عبر العديد من التجمعات السكنية، ما دفع قاطنيها إلى استعمال الوسائل البدائية والحيوانات في تنقلاتهم. كما كانت سببا في هجرة جماعية عرفتها بعض المناطق، كما هو الحال لبلدية (غبالة) بأقصى شرق ولاية جيجل، والتي ناشد سكانها السلطات الولائية بجيجل إعطاء البلدية عناية خاصة للتغلب على أهم الصعوبات التي تواجههم والمتمثلة في مشكل العزلة، الذي تعاني منه أغلب المشاتي المكونة لإقليم البلدية. فوضعية الطرقات الترابية وغير المعبدة تجعل التجمعات السكنية في عزلة مع تساقط القطرات الأولى من المطر ووجد السكان صعوبة في ممارسة حياتهم اليومية. كل هذه الأسباب وأخرى أدت بهم إلى التفكير في النزوح وهجرها عدد كبير من المواطنين إلى المدن المجاورة، لاسيما ولايتي ميلة وسكيكدة.
ويبقى الشغل الشاغل للقائمين على البلدية هو تدعيمها بطرقات جديدة عن طريق تهيئة وتعبيد المسالك الموجودة واقتراح مسالك أخرى من شأنها فك العزلة عن مواطنيها.. وهي نفس الوضعية التي تعرفها طرقات بلدية (أولاد يحي خدروش) التي أضحت مهددة بالعزلة بعد أن ظهر تشققات وانزلاق في الطريق الرئيسية التي تربطها بمقر دائرة الميلية بمنطقة (الديوس) قرب شوف الإثنين ومناطق أخرى بالجهة الغربية من البلدية، أين يعيش السكان ويتنقلون بطرق بدائية و(بوعقبة) المنطقة الجبلية الوعرة التضاريس والمعروفة بزراعتها الريفية، يجد سكانها صعوبة في تسويق منتوجاتهم الفلاحية في ظل غياب طريق معبدة تسمح لهم التنقل بحرية ،وهي الحالة التي توجد عليها قرى ومداشر (بلدية أولاد رابح)، حيث بات سكان قرايو وبوطويل، تامخرت، الريشية يقطعون راجلين مسافات طويلة من أجل الوصول إلى مقر البلدية أو التنقل إلى البلديات المجاورة للتزود بمختلف الضروريات اليومية، وهو نفس ما يلاقيه أهالي عدة مداشر وببلدية (الجمعة بني حبيبي )المشاتي الواقعة بالجهة الجنوبية للبلدية على غرار (تسبيلان) (الطيانة) (أولاد معنصر) ، (أشماطو) حيث أشار سكانها أنهم كانوا ينتظرون التخلص من معاناتهم مع العزلة، بعدما استفادوا من الطريق الذي يربط مركز البلدية بقرية (تسبيلان) قبل أقل من سنتين من مشروع لإعادة تأهيله.
مسالك ترابية تحول حياة الأهالي إلى جحيم
وقد استمرت المعاناة بعد التدهور الذي لحق مجددا بأجزاء من الطريق وغزته الحفر. الوضعية ذاتها تعيشها مشاتي بلدية (الشقفة)، حيث أشار سكان مشتة (بوعصفور) إلى الصعوبة التي يلاقونها في ممارسة حياتهم اليومية وحالة العزلة التي يعيشونها بالنظر إلى عدم صلاحية الطريق الذي يربطهم بمركز البلدية، لاسيما في جزئه الممتد بين منطقة (الخناق) وأعالي التجمع السكني، زيادة عن عدم صلاحية الطرق الفرعية المؤدية للمنازل، والتي شبهها المواطنون بالمجاري المائية، ما صعب عليهم نقل مرضاهم وكبار السن.
ورغم الاهتمام التي توليه السلطات الولائية في السنوات الأخيرة للطرقات لاسيما الوطنية والولائية منها، كما هو الحال للطريق الوطني المزدوج رقم 43 في شطره الرابط بين مدينة الميلية إلى غاية الحدود مع ولاية بجاية، إضافة إلى الشطرين الممتدين بين الميلية وحدود ولاية سكيكدة، والميلية وحدود ولاية ميلة، والاهتمام الكبير الذي توليه كذلك لإنجاز الطريق الوطني رقم 77 الذي سيكون نافدة يربط ميناء (جن جن) بمختلف المدن الجنوبية من الوطن، ما يسمح بفك الإختناق عن عاصمة الكورنيش، خاصة في موسم الاصطياف ويسهل حركة مرور البضائع والسلع من وإلى الميناء.
يضاف إليها قرب الإنطلاق في تجسيد الطريق المزدوج الذي سيربط ميناء جن جن بعاصمة الهضاب العليا سطيف من خلال مدينة العلمة، وكذا تسجيل الطريق المزدوج الذي سيربط قريبا مدينة الميلية بالطريق السيار شرق - غرب من خلال مدينة ديدوش مراد بقسنطينة وتهيئة الكثير من الطرق الولائية، على غرار الطريق رقم 132 الرابط بين الميلية والحدود مع ولاية سكيكدة جهة منطقة (وادزهور) والذي إنطلقت فيه الأشغال في الأشهر الأخيرة، والدراسة التي أعدتها السلطات العمومية لإنجاز طريق الكورنيش، الذي سيمتد من بلدية (الجمعة بني حبيبي) إلى غاية (واد زهور) بولاية سكيكدة مارا ببلدية (خيري واد عجول) ما يزيد من فرص التنمية السياحية للولاية. إلا أن بعض الطرق الريفية والبلدية تنتظر حقها من العناية والتكفل، بعدما بات قاطنو قراها يعيشون على الهامش ويشعرون بالحڤرة في حقهم، وهي الملاحظة التي يلاقينا بها سكان هذه المناطق عند زيارتنا لهم، فمطالبهم تنحصر دوما في تسهيل حياتهم والعيش الكريم داخل هذه القرى مترامية الأطراف.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)