الجزائر

فشل ''المبادرة الوطنية من أجل مستقبل سوريا'' انتشار الدبابات عند مداخل حماة بعد إبعاد محافظها



تحدث ناشطون يوم أمس عن انتشار دبابات الجيش السوري عند مداخل مدينة حماة، في حين نبه آخرون إلى أن هذه الدبابات عبرت بمحاذاة المدينة فقط، وكانت متوجهة إلى مدينة دير الزور، وقد سجلت هذه التطورات التي خلفت قلقا شديدا على أكثـر من صعيد، لأن حركة الدبابات الأخيرة جاءت بعد يومين فقط من خروج أضخم احتجاجات شهدتها المدينة ضد النظام الحاكم في دمشق منذ تفجر الانتفاضة قبل ثلاثة أشهر.  أفادت تقديرات بعض المتابعين بأن عدد المحتجين بهذه المدينة بلغ يوم الجمعة الأخير قرابة نصف مليون متظاهر، بعد أن ظلت على مدى الأشهر الثلاثة الأخيرة من عمر الانتفاضة شبه هادئة مقارنة ببقية المدن التي عرفت مظاهرات لفتت انتباه الرأي العام المحلي والخارجي نتيجة لضخامتها ولعنف الأجهزة الأمنية في التعامل معها. كما أقلقت حركة الدبابات المسجلة يوم أمس سكان المحافظة حسب رواية المعارضة السورية، كونها جاءت مباشرة بعد إقالة الرئيس بشار الأسد لمحافظ حماة، ووعد المحتجين بتحييد الأجهزة الأمنية من التعامل معهم ومطاردتها لهم شريطة عدم تعرض المحتجين لرأس النظام دون غيره من رموز السلطة، ولأنه أمر كذلك بإزاحة صور وتماثيل رموز النظام الحاكم بما في ذلك تماثيل حافظ الأسد وابنه المتوفى باسل الأسد، من المدينة قبل أن يحطمها المتظاهرون. كما سبق له واعتذر أكثر من مرة لأهالي الضحايا الذين سقطوا في المواجهات، وهذه أمور أكسبته ثقة السكان. وبالمقابل جلبت له غضب شخصيات نافذة وأمنية التي دفعت -كما تقول العديد من أوجه المعارضة- إلى اتخاذ قرار عزله قبل أن يصبح له وزن شعبي.
في هذا الشأن نسب لرئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان، السيد رامي عبد الرحمن، أن العشرات اعتقلوا في ضواحي حماة، وقال إن السلطات تميل كما يبدو إلى الحل العسكري لإخضاع المدينة.
وعن مشروع المبادرة الوطنية من أجل مستقبل سوريا أو مشروع الطريق الثالث كما أطلق عليه، والذي دعت إليه شخصيات فاعلة ونافذة من المعارضة وقريبة من الحكم، تحدثت الأخبار القادمة من دمشق بأن دعاة المبادرة ومنظميها اضطروا لاقتحام الفندق الذي برمجوا فيه اللقاء، غير أن انعدام كل التجهيزات من القاعة التي كانت مبرمجة لاحتضان اللقاء وعدم أهليتها لاحتضان الاجتماع دفع بالمجموعة إلى الانسحاب دون توضيح طبيعة الخطوات اللاحقة، وإن فهم مما حدث أن السلطة في سوريا لم تكن راضية عن المبادرة.              


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)