الجزائر

فروخي يرافع من أجل نظرة استشرافية جديدة لترقية الاقتصاد الوطني



فروخي يرافع من أجل نظرة استشرافية جديدة لترقية الاقتصاد الوطني
دعا الدكتور سيد أحمد فروخي في مداخلة بأشغال الملتقى الدولي حول»تثمين وحفظ الكتلة الحيوية» الذي بادرت إليه كلية العلوم بجامعة بومرداس إلى»ضرورة التنويع في مصادر وموارد الاقتصاد الجزائري والابتعاد تدريجيا عن الثروة البترولية الزائلة نحو تثمين الطاقات المتجددة والكتلة الحيوية النباتية والحيوانية من أجل الوصول إلى تحقيق الأمن الغذائي كتحد أول للبلاد في الظرف الراهن.نشط أمس الباحث بالمدرسة الوطنية العليا للفلاحة ومركز البحث في الاقتصاد التطبيقي من أجل التنمية سيد احمد فروخي مداخلة في افتتاح الملتقى الدولي المعنون ب»تثمين وحفظ الكتلة الحيوية»حول تحديات حفظ الكتلة الحيوية من اجل ضمان الأمن الغذائي حتى مطلع سنة 2050، ركز فيها على أهم التحولات الاقتصادية والبيئية التي يعرفها العالم في ظل التغيرات المناخية وانعكاس ذلك على مصادر الثروة الفلاحية ومتطلبات ضمان استدامة الأمن الغذائي لحوالي 9 مليار نسمة ومنها الجزائر المطالبة حسب الباحث بضرورة تنويع مصادر الدخل وتثمين كافة الطاقات الحيوية لمواجهة الراهن الاقتصادي الصعب والانطلاق نحو المستقبل بنظرة استشرافية كلية تأخذ في الحسبان كل المتغيرات والمؤشرات العلمية والإحصائية بعيدا عن النظرة السطحية والحلول المؤقتة.
محور المداخلة التي قدمها فروخي انطلقت من إشكالية أساسية تتعلق بكيفية الانتقال أو التحول من اقتصاد جزائري متزعزع مبني على طاقة بترولية وموارد زائلة نحو تأسيس اقتصاد قوي ومستدام مبني على الطاقات المتجددة وما أسماه بالاقتصاد الأخضر المتمثل في الفلاحة وقطاع الصيد البحري وتربية المائيات على وجه الأخص الذي يمثل حاليا نسبة 11.5 من إجمالي الدخل الوطني، مع تقديم جملة من المنطلقات المبنية أساسا على بعض المقاربات المتعلقة باستعمال المواد الحية من بحرية، غابية وفلاحية في تطوير الصناعات الغذائية المختلفة بما يتماشى وتصورات الحكومة، مع دعوته لكافة الباحثين ومراكز البحث إلى ضرورة تنوير المتعاملين الاقتصاديين بأهمية الاستثمار في هذا المجال وتثمين كافة الطاقات والموارد الطبيعية التي تزخر بها الجزائر لتنمية الاقتصاد الوطني.
إلى جانب هذا قدم المحاضر جملة من المؤشرات العالمية التي تنشرها دوريا مراكز البحث المتخصصة وبعض المنظمات الدولية والإقليمية على غرار منظمة التغذية والزراعة»فاو» حول واقع الاقتصاد العالمي والإنتاج الغذائي في معادلة غير متكافئة ما بين الإنتاج الذي يشهد تقلصا وتراجعا في الكثير من مناطق العالم بسبب الجفاف والتصحر الناجمين عن التغيرات المناخية وما بين الارتفاع المطرد لسكان المعمورة الذي يقارب 9 مليار نسمة، وهو ما يطرح حسب الباحث إشكالية الأمن الغذائي وكيفية توفير غذاء صحي ومتوازن للإنسان وعدم عدالة توزيع الثروة واستمرار ظاهرة تبذير المواد الغذائية التي قدرها ب1.3 مليار طن كل سنة بقيمة 750 مليون دولار وأزيد من 815 مليون شخص يعانون سوء التغذية، وواقع الجزائر وسط كل هذه التحولات الاقتصادية التي تبقى تحمل بعض المؤشرات الايجابية الصادرة عن هيئات مختصة تتعلق بمستقبل الاقتصاد الجزائري بنظرة استشرافية لخصها فروخي لدى رده على سؤال «الشعب» في هذا المحور بالذات بضرورة الاستمرار في خلق فرص جديدة للاقتصاد الوطني بعيدا عن قطاع المحروقات.
يذكر أن الملتقى الدولي حول تثمين وحفظ الكتلة الحيوية الذي اشرف على تنظيمه مخبر التكنولوجيا اللينة، فيزيوكيميائية المواد البيولوجية والتنوع البيولوجي التابع لكلية العلوم بجامعة بومرداس، اشرف على افتتاحه رئيس الجامعة عبد الحكيم بن تليس الذي جدد في كلمته التزامه بدعم مختلف المبادرات والتظاهرات العلمية التي تقوم بها الكليات في إطار تثمين نظام «أل، أم، دي» المبني على ثلاثية الجامعة، محيط وعالم اقتصادي، كما شهد حضورا متنوعا للباحثين من داخل وخارج الوطن الذين قدموا مداخلات تركزت في مجملها حول أهمية تثمين المنتجات الثانوية الزراعية الغذائية كمنتجات ذات قيمة مضافة عالية من تقديم البروفيسور صافية حمودي من جامعة فال بكندا، الأمن الغذائي والموارد الوراثية في مواجهة التحديات الدولية من تقديم الدكتور صالح شواقي من المعهد الوطني الجزائري للبحث الزراعي، الطاقة الشمسية الكهروضوئية كحل بديل من تقديم الدكتور محمد بيشيريف من جامعة بلفور بفرنسا، نظرة عامة حول خدمات أنظمة البيئة للمناطق الرطبة القارية بموريتانيا من تقديم البروفيسور عبد الله محمد فال حميادة من المدرسة العليا للتعليم بنواقشط وغيرها من المداخلات الأخرى والنقاشات التي أثرت جلسات اليوم الأول من الملتقى الهادف بالأساس إلى حتمية التقارب بين الباحثين وصناع القرار في الجزائر من اجل التأسيس لنظرة استشرافية مستدامة لمستقبل الاقتصاد الوطني.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)