فرنسا في الهاوية

يبدو أن ما يجري في فرنسا، ليس مجرد هجمات إرهابية تمت بتفجيرات وانتهت، إذ الظاهر أن الأمر هو ابعد من ذلك، إذ يتعداه إلى نقل الإرهابيين لإجرامهم من مناطق مختلفة من العالم إلى قلب باريس من اجل تنفيذ مخططاتهم ومنها ضرب فرنسا في عقر دارها والضغط عليها لكي تغير مواقفها وسياساتها في العديد من مناطق العالم، سواء في الشرق الأوسط أو في إفريقيا.اليوم انتحارية تفجر نفسها بعد محاولة الشرطة الوصول إليها والمتهم المفترض بالوقوف وراء الهجمات الإرهابية، ومعنى هذا أن جمرات الإرهاب قد تتواصل بباريس لأيام وليال، وستعرف فرنسا ربما اياما أو أسابيع عسيرة … فهل هذا يعني قوة الإرهابيين المنضويين تحت تنظيم داعش من تنفيذ هجماتهم حيثما يشاءون وأينما يريدون؟ أم أن المخططات الأمنية الفرنسية هي الفاشلة في صد الإرهابيين وعجز قوات الاستخبارات والأمن الفرنسيتين في الحرب الاستباقية ضد الإرهابيين؟في كلتا الحالات، تظهر المعادلة الأمنية غامضة وصعبة في ظل تعدد مناطق التوتر وبؤر الأزمات عبر العالم والتي انغمست فيها فرنسا من رأسها إلى أخمص قدميها كما هو حالها في سوريا، العراق، ليبيا والمالي… ومن هنا يمكن القول أن الحرب العسكرية التي يقودها الغرب بالوكالات أحيانا وبطرق مباشرة أحيانا أخرى …لن تؤدي إلا لتأجيج العنف في كل بقع العالم وان الحل يكون بالعودة إلى المساواة واحترام الأخر.