الجزائر

فرنسا سعت لطمس هوية الجزائريين وسلب ثرواتهم وزير الدفاع الفرنسي الأسبق جون بيار شوفانمون يصرح



فرنسا سعت لطمس هوية الجزائريين وسلب ثرواتهم                                    وزير الدفاع الفرنسي الأسبق جون بيار شوفانمون يصرح
شخصيات رفيعة تطالب باريس بإعلان مسؤولياتها التاريخية عن جرائم الاستعمار
أكد وزير الدفاع الفرنسي الأسبق، جون بيار شوفانمون، أن الاستعمار الفرنسي للجزائر كان استعمارا استيطانيا خاصا خطط فيه لطمس هوية الجزائريين، فيما طالب نواب ودبلوماسيون فرنسيون حكومة بلادهم الاعتراف صراحة بمسؤولياتها التاريخية عن جرائم الاستعمار ضد الجزائريين.
قال عضو مجلس الشيوخ ورئيس جمعية ''فرنسا الجزائر''، جون بيار شوفانمون، خلال ملتقى نظمه مجلس الشيوخ الفرنسي تحت شعار ''فرنسا الجزائر فهم الماضي لبناء المستقبل''، ''إن ''فرنسا أرادت أن تقوم في الجزائر بأمر لم تكن تريد القيام به في أي مكان آخر، حيث كانت تريد التوسع وطمس الهوية العميقة للشعب الجزائري، وهذا شكل من أشكال الاستعمار لم نقم بتطويره لا في المغرب ولا في تونس، لقد كان استعمارا خاصا ناكرا لهوية الشعب الجزائري''، وطالب شوفانمون في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الجزائرية ''بإعادة النظر دون مجاملة في التاريخ الاستعماري لفرنسا والجزائر كظاهرة سلب الثروات''. من جانبه قال رئيس مجموعة الصداقة فرنسا الجزائر بمجلس الشيوخ الفرنسي، كلود دومايزال: ''حان الوقت بعد 50 سنة من استقلال الجزائر لمواجهة التاريخ ومحاولة مصالحة الذاكرة، بدلا من أن تكون فرصة لإعادة فتح جدال لا جدوى منه''، وأضاف ''لا شيء يمكنه تبرير المعاملة التي خصت بها فرنسا الاستعمارية السكان الجزائريين الذين كانوا يعرفون آنذاك بالأهالي أو المسلمين''.
وأكد أن فرنسا كانت في تناقض مع مُثلها الجمهورية، لأن أغلبية السكان لم يكن بوسعهم الحصول على المواطنة الكاملة، مضيفا أنه ''طالما كانت أغلبية السكان مقصاة من الحياة السياسية والمواطنة، وكان من الحتمي بزوغ فكرة الأمة الجزائرية في أوساط السكان المسلمين''.
وطلب دومايزال من الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، التحلي بالوضوح بشأن الجزائر، لأن العديد من مواطنينا ينتظرون عبارات تهدئة ومصالحة. وأضاف أن ''أصدقاءنا الجزائريين ينتظرون من جهتهم رسالة من فرنسا على شكل اعتراف بالأخطاء التي ارتكبناها، واعتقد أنه بعد مرور 50 سنة من الاستقلال لا حاجة لانتظار إشارة موازية من قبل السلطات الجزائرية لكي تتحمّل فرنسا مسؤولياتها التاريخية''. ويرى الدبلوماسي والرئيس السابق لمعهد العالم العربي، دنيس بوشار، أن الوقت قد حان لتجاوز ''أحقاد الماضي، وهدفنا هو تجاوز جدار الحذر والأفكار المسبقة، هناك العديد من المجالات التي يمكن فيها التعاون بين فرنسا والجزائر''، وأشار إلى أن الوضع المقلق في الساحل وفي مالي يوفر فرصة للبلدين لإقامة تعاون مشترك، وأكد أنه من ''الضروري أن يحاول الطرف الفرنسي فتح سياسة التأشيرات، لاسيما لفائدة الشباب والطلبة''.
وقال المؤرخ الفرنسي جيل مانسيرون ''ينبغي على الدولة الفرنسية القيام بالتفاتات قوية للاعتراف بأن الاستعمار يتعارض مع مبادئ حقوق الإنسان نفسها وحقوق الشعوب في الاستقلال والمبادئ المعلن عنها والمعترف بها في الفضاء الأوروبي، والتي كان الفضاء الاستعماري ينكرها ضمنيا''. وأكد أن ''صنع التاريخ ليس من اختصاص البرلمان أو الحكومة، ولكنه يصنع بالتبادل بين مؤرخي البلدين''.
وقالت نائب رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، بريزة خياري، إن فرنسا خرجت مؤخرا من مرحلة سياسية صعبة، بعدما تشكل فريق جديد لديه وجهة نظر مغايرة، ويمكننا الاعتبار فيما يخص الجزائر والمغرب العربي ومع الإسلام بأننا نخوض مرحلة ستكون فيها الغلبة للمواطنة على حساب الهوية''.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)