الجزائر

*فرنسا استعملت أبشع الأساليب لوأد المقاومة*



التقت *الجمهورية * بمقر منظمة المجاهدين بسعيدة
المجاهد حاجي الصديق الذي اشتهر باسمه الثوري جمال وهو من مواليد فيفري سنة 1939 بمنطقة تيرسين بسعيدة التحق بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1957، وسنه 18 سنة استلهم من عائلته وخصوصا من والده المجاهد وعمه و أخيه الشهيدين تلك الروح الوطنية النضالية، التي كانت مصدر مناعة وتصميم له على المضي قدما لمحاربة الاستعمار الفرنسي رفقة إخوانه المجاهدين، الذين ضحوا بأنفسهم من أجل الحرية لهذا الوطن ، حتى يعيش عزيزا شامخا شموخ تلك الجبال والربوع والأحياء، التي لا تزال تذكر بافتخار ملاحم جهادية قل نظيرها وأضحت مصدر إلهام لكل شعب مظلوم يريد الانتصار على مستعمر ظالم
**عمي الصديق يتذكر رفقاء الدرب بعيون ذارفة
ويعتبر *عمي الصديق* من أبرز الوجوه الثورية بولاية سعيدة فكان لنا معه حديثا شيقا مطولا عن مساره النضالي في تلك الحقبة التاريخية وحرب التحرير الوطني ومسيرته بمنطقة تحملت همجية الاستعمار و قساوته وفي كل مرة يتذكر رفقاء الدرب الذين أخلصوا في الجهاد و هو يذرف دموعا بريئة وصادقة نابعة من رجل أدى واجبه بحق من اجل استرجاع السيادة الوطنية رفقة إخوانه في النضال مؤكدا أن ما فعله الاستعمار ببلادنا ، لا تزال جراحه عميقة ، فرنسا لم تترك شيئا بشعا لم تفعله في بلادنا من قتل وتعذيب وتجويع ..وفرضوا على الشعب هذه الأوضاع ، رغم كل هذا سياستهم فشلت مع شعب أراد استرجاع أرض لأصحابها شعب أيقن رغم تجدر الاستعمار الغاشم و النهب و السطو على أموالهم و أراضيهم ، أن فرنسا في بلادنا زائلة ولما اندلعت الثورة المباركة الكل أحب و آمن بحرية بلاده ساعد بمال قليل أو كثير أو ثياب أو قدم سرا وهناك من انخرط مباشرة.

*أجهزة الاتصال ساهمت بشكل كبير في بلوغ الهدف

ناضل عمي صديق بالمنطقة السادسة الولاية الخامسة الناحية الثالثة رفقة زملائه في النضال فمن الكتيبة إلى مركز القيادة إلى الفرقة المكلفة بالاتصالات وأول ما ركز عليه عمي الصديق في حديثه هو أهمية أجهزة الاتصال السلكية و اللاسلكية في نقل الأخبار والمعلومات مابين الولايات في تلك الفترة وكان لها دورا هاما ورئيسيا في دعم النضال المسلح، من خلال الاتصال بالجنود المتواجدين في صفوف الجيش ومساعدتهم على الفرار والاتصال ونقل الأخبار فقد ساهمت تلك الأجهزة وبمساعدة قيادات جبهة التحرير في جميع النواحي والمناطق في بلوغ الهدف المنشود، وهو القيام بعمليات فدائية ناجحة ..وهي الأجهزة التي كانت تشكل خطرا على فرنسا و ذكر كيف تكفل بجهاز الراديو رفقة حمزة دحماش بوبكر و قاسم و عزيز رفاقه في الجهاد وكيف كانوا يستخدمونه في الليل خوفا من طائرات المستعمر الفرنسي وكيف كانوا يخبئونه في الغابة وحافظوا عليه ولم يتمكن المستعمر من الوصول إليه ،مؤكدا أن الإيمان كان أقوى، رغم العتاد الحربي و البسيكولوجي الذي يملكه العدو، كون القضية الجزائرية هي قضية حق وعدالة .
مواصلا حديثه أردنا تتويه الفرنسيين وتوجهنا إلى نواحي تيغنيف إلى جبل اسمه المناور وبالضبط سنة 1959 عند شخص يدعى *با بوغنيسا* وبقينا في مزرعته إلا أن تفاجأنا بأنه تمت الوشاية بنا بعد سماعنا لأسمائنا بمكبر الصوت مصطفى مولاي، بوبكر، قاسم ،عزيز ،حمزة الصديق ، حبيب بدرة حياة ،دليلية ...
**رغم إصابته برصاصتين في الكتف و الفخد تمكن من الهرب
فلم نبرح مكاننا ولم نخرج من البيت ليتهاطل الرصاص على الباب وظنوا أنهم قضوا على المجموعة وهجموا على المنزل كان مصطفى مولاي في انتظار دخولهم وذكر أن مصطفى مولاي كان شخصا شجاعا قويا وقضى على 9 من الجنود الفرنسيين حينها والرصاص يتهاطل على المنزل واستشهد مصطفى مولاي و بوبكر و قاسم وعزيز والتحق الجنود للتأكد من القضاء علينا جميعا بعد التظاهر بأننا قد مُتنا فكلنا كنا مصابين بجروح خطيرة و إذا بحمزة يوجه بسلاح مولاي مصطفى طلقات كانت كفيلة بقتل جنديين ولما تأكدوا أنهم لم يقضوا على كامل المجموعة كثفوا الطلقات وأُصبت يومها برصاصتين الأولى في الكتف والثانية في الفخد وكانت نافذة صغيرة بالجدار الخلفي للمنزل يوضع فيها القنديل و حطمت بالبندقية جزءا منها وقلت لحمزة لنهرب رفض وقال لي *هنا نموت* وحاولت معه لكنه أصر على البقاء، حملت الجراب كان فيه حوالي 100 مليون سنتيم وقليل من الذهب من تبرعات الشعب قررت أن اخرج من البيت مهما كلف الأمر كانت شجرة زيتون بالقرب من المنزل بأمتار لا تزال ليومنا هذا شاهده على التاريخ كان بجانبها مجموعة من العساكر الفرنسيين حوالي 16 جنديا قررت أن أتجه نحوهم لأنه ليس لذي خيار ثاني كان العساكر منهمكين بالأكل و الضحك والرقص لما لمحوني ضنوا أننا مجموعة هربوا وتركوا أسلحتهم أطلقت النار و قتلت اثنين منهم وهربت نحو وادي سيدي مخلوف واختبأت حتى المساء
غادرت وفي طريقي لمحت فلاحا يحرث اندهش لما رآني قلت له أنا بحاجة إلى *البغل* ليحملني وأنا مصاب تردد في البداية وانتابه الخوف وبعدها وافق و كانت وجهتي منزل المجاهد العربي ولد الشيخ أين أسعفت وتم نزع رصاصة الفخد فقط و بقيت في المخبأ 7 أيام وابن المجاهد الذي اختبأت عنده الذي التحق فيما بعد بالثورة و استشهد أخبر قائد المنطقة السي المجدوب بأنني لا أزال حيا فالمعلومات التي كانت عنده بأنه تم القضاء على المجموعة كلها وتم اخذ الراديو، و أخذني نفس الشخص إلى جبل مزايطة حيث كان القائد و سلمته المال و الذهب وأخبرته بالقصة وبقيت هناك بضعة أيام أين تم نزع الرصاصة المتبقية من طرف طبيب يدعى *عدة صرصار* لا يزال على قيد الحياة
**القضاء على 170 جندي فرنسي بمعركة أولاد بوجمعة
وبأمر من قائد المنطقة للكتيبة بالتنقل إلى المنطقة السابعة انتقلنا إلى مزرعة سي طاهر إلا انه سرعان ما تمت الوشاية بنا مرة أخرى لتهجم الطائرات على المنطقة واستشهد 14 جنديا وبعدها حاصر الجنود المنطقة قرب عين وزرزر جرت معركة كبيرة بأولاد بوجمعة و رغم أسلحتنا البسيطة مقارنة بأسلحتهم وعددهم إلا أننا بفضل إرادتنا وإيماننا تم القضاء على ما يقارب 170 جندي فرنسي وتم إلقاء القبض على 14 جنديا مصابا منهم المتحدث حملت على كتفي المجاهد مصطفى خلاف الذي كان مصابا ولا يزال على قيد الحياة إلى المروحية وتوجهوا بنا إلى بيجار الذي قام باستجوابنا ولم نعترف له بأي معلومة ثم تم نقلنا إلى مستشفى سعيدة والذين كانت حالتهم خطيرة تم نقلهم إلى مستشفى وهران وبعدها تم نقلنا إلى سجن *بيردو* بتيارت كان فيه قرابة ألفي مجاهد في 14 مارس سنة 1959 وأطلق سراحي 16 جوان 1962 وبعد نيل الاستقلال انضم عمي صديق إلى الجيش الوطني الشعبي وشارك في حربي القاهرة وفلسطين.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)