الجزائر

فرط الجلوس أمام الكمبيوتر يهدد صحة ونمو الأطفال


ق. حنان
لا يخفى على الكثيرين مدى التعلق والاهتمام الكبير الذي يوليه الأطفال، لجهاز الكمبيوتر عامة، وللشبكة العنكبوتية على وجه الخصوص، وبما أن كثيرا من الأسر الجزائرية، صارت اليوم تتوفر على الأقل على جهاز كمبيوتر واحد في منزلها، فان ذلك يعني أن كثيرا من الأطفال يقضون ساعات طويلة، أمام هذا الجهاز سواء للعب أو للدراسة، فيما أن من لا يمتلكونه في منازلهم، يقصدون محلات الانترنت الكثيرة المنتشرة في كل حي تقريبا، ليقضوا فيها أيضا الكثير من أوقاتهم، وبما أن العطلة على الأبواب، فان هنالك من الأطفال من يفضل أن تمر أيامه كلها، في العاب ومشاهدة الأفلام، والرسوم المتحركة، وغيرها من النشاطات الأخرى أمام جهاز الكمبيوتر، الذي يسهل على الكثير منهم استخدامهم بكل بساطة، دون أية صعوبات أو عراقيل، من التي قد يجدها حتى بعض الكبار أحيانا.
غير انه من الضروري جدا تنبيه الأولياء إلى مخاطر جلوس أبنائهم إلى شاشات الكمبيوتر ساعات طويلة، وكيفية تنظيم أوقات جلوسهم فيه، وتحديدها، بما يتلاءم وقدراتهم الجسمية و الصحية و الذهنية، ولا يؤثر عليهم بأي شكل كان.
ولذلك يشدد المختصون في هذا المجال على ضرورة ان أن يتابع الأبوان عدد الساعات التي يقضيها الطفل أمام الكمبيوتر لان الاستخدام الكثير ولأوقات طويلة للكمبيوتر يمكن أن يعرض الأطفال لمخاطر صحية، ومن أكثرها، إجهاد النظر، الصداع، آلام الرسغ والرقبة، وبشكل عام المشاكل الناتجة عن أوضاع الجسم والهيكل العظمى، خاصة مع بروز ما يسمى بأمراض الكمبيوتر، خلال السنوات الأخيرة ، أبرزها، حالات ضعف وإرهاق شديدين لعضلات الأطراف العليا وتقوس الظهر نتيجة للجلوس الخاطئ المنحني أمام الشاشة، التي تزداد مخاطرها، بالنسبة إلى الأطفال، لأنهم يمرون بفترات نمو تحتاج إلى تمارين رياضية وفترات راحة ويضر كثيرا تعريض جزء منها للإرهاق وخاصة عظام أصابع اليد وشد العضلات باستخدام مفاتيح جهاز الكمبيوتر التي تتطلب السرعة والمتابعة والضغط على عضلة معينة دون سواها، لذلك يجدر بالآباء التركيز على أهمية عدم استخدام جهاز الكمبيوتر لأكثر من ساعة متواصلة ثم الاستراحة لفترة وجيزة قبل العودة إليه.
من جانب آخر بينت العديد من الدراسات العالمية أن الاستخدام الطويل للكمبيوتر من قبل الأطفال يفقدهم التواصل مع أسرهم ومجتمعهم ويحولهم إلى أطفال أكثر ميولا إلى الانعزال وعدم الاستمتاع بمشاركة الآخرين اللعب والحديث، وهو ما دفع بالخبراء إلى دق ناقوس الخطر خوفا من الوصول إلى مرحلة يصعب فيها التفاهم بين الأهل والطفل بسبب انقطاع الحوار بينهم لساعات طويلة، خاصة إذا كان هذا الطفل على أبواب مرحلة المراهقة التي تتطلب وجود تواصل وحوارات مستمرة لمعرفة مشاعر الطفل وميوله وتوجهاته وتقييم سلوكياته.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)