فرصة أمام ''إسلام ديمقراطي''

أنظار العالم كله متجهة نحو الجزائر، والجميع يترقب الربيع الذي يبشر بانتخابات نتمنى أن لا تكون مثل سابقاتها من حيث الشكل والنتائج. نقول هذا الكلام خوفا على الأمل المعقود على من سيحملون على عاتقهم هموم الناس ويصولون ويجولون في ربوع البلاد يمنونهم بعهد جديد بلا اعوجاج. ليس من مصلحة السلطة تزوير الانتخابات، فهي موضة قديمة ولا تشرفنا نحن الجزائريين. كما ليس معقولا أن تحلم الأحزاب الجديدة بفوز أكبر من حجمها، وليس مطلوبا أيضا منهم الاقتناع بأنهم يشكلون بديلا لما هو موجود من ديناصورات تمرست في فنون السياسة طيلة العقود السابقة. إن هذا الكلام ليس انتقاصا من قيمة المنتمين إلى هذه الأحزاب، بل هو الواقع والحقيقة الصادقة.. فتكرار سيناريو الأرندي في تشريعيات 7991 عندما فاز بأغلبية مقاعد البرلمان وحقائب الحكومة حلم من أحلام اليقظة، والجميع يعلم أنه فاز لكونه حزب الرئيس والسلطة التي لجأت إليه بعد تنامي العداء مع أفالان الراحل عبد الحميد مهري. وعليه، فإن استقراء نتيجة تشريعيات ماي خارج هذا المنطق يعتبر تحولا كبيرا يستحق منا الإشادة والمدح، بل والشكر.. فمن هو الرئيس الذي يغض الطرف عن خسارة حزبه للانتخابات؟ اللهم إلا إذا حدثت معجزة! ولـ إخوان الجزائر كلمة. الشيء إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده. وإن بدّد أويحيى وبلخادم قلق ممثلي السلك الدبلوماسي الأجنبي المعتمد (خلال لقاءاتهما بهم قبل أسابيع) خوف وقلق الحكومات الغربية من مشاهدة إسلاميين (موجودين في الساحة) يمسكون بزمام الأمور في الحكومة، فإن التروي مطلوب واحترام إرادة الشعب واجب مقدس. وإن سلّمنا بحقهم في الوصول إلى الحكم - ديمقراطيا- فينبغي عليهم الانتباه وتجنب الإفراط في التفاؤل المنبوذ، وقد ينتهي بهم في مصيدة الغرور، الذي لا ينفع معه الندم، وأن عليهم أن ينتظروا رأي (....) فيهم يوم 01 ماي، عملا بالعبرة التي تؤكد أن لا أويحيى ولا بلخادم ينطقان عن الهوى عندما يتعلق بـ مواقف الدولة ، وما درس بن فليس عنا ببعيد!     jalal.bouati@gmail.com