الجزائر

فرانس فانون.. مثقف ومقاتل معا...



فرانس فانون.. مثقف ومقاتل معا...
يرقد بمقبرة الشهداء في بلدية عين الكرمة الحدودية، المناضل فرانس فانون الذي تتذكره الطارف كلّ سنة، بإقامة ملتقى فرانس فانون، ويتنقل أصدقاؤه وكل من عايشوه، رفقة عائلته إلى المقبرة للترحم على روحه، وهو الذي توفي في 06 ديسمبر 1961 بالولايات المتحدة الأمريكية ودفن في منطقة سيفانة ببلدية عين الكرمة، تحقيقا لرغبته في أن يدفن في الجزائر. ونقل جثمانه إلى مقبرة الشهداء ببلدية عين الكرمة في 20 جويلية 1965.هذا المارتينكي مستعمرة فرنسية أصلا ارتبطت حياته بقضية بلد آخر غير بلده، هو الجزائر، وشكلت السنوات الجزائرية العشر في حياته محطات هامة في مساره كما في حياة الجزائر، فخلالها انخرط فانون في النضال واهبا كلّ طاقاته المهنية والفكرية لثورة عظيمة كانت من أبرز ثورات العصر، لذلك يمكن اعتبار فانون جزائريا بشكل من الأشكال.ترك فانون ثلاثة كتب، أولها «سود البشرة بيض الأقنعة» وثانيها «سوسيولوجية ثورة»، أما الثالث فعنوانه «معذبو الأرض». وعلى عكس كتاب «سود البشرة بيض الأقنعة» الذي عالج مسألة العنصرية، حسب طريقة التحليل النفسي الفيزيولوجي، وصف كتاب «سوسيولوجية ثورة» مجتمعا يقاتل من أجل حريته، فهذا الكتاب دراسة لمظاهر المجتمع الجزائري وعاداته المختلفة في مرحلة كفاحه، وفيه يحلّل فانون ارتداء الحجاب عند المرأة، وموقف المجتمع الجزائري تجاه الطب والراديو، كما يتحدّث عن العلاقات القائمة داخل الأسرة نفسها، ولم يكن هدف هذه الدراسة تقييم حضارة ما على حساب أخرى، بل هدفها إظهار الموقف المزدوج للمستعمر تجاه مستعمرة.كما يعد كتاب «معذبو الأرض» الذي كتبه فانون قبل موته بوقت قليل، تجسيدا للممارسة الثورية من خلال وضع واقعي في التاريخ ويمكن أن نعتبر هذا الكتاب في مجمله بيانا للجدلية الاستعمارية.كتب فانون الثلاثة هذه تحوي أفكارا ثورية، لكن أهميتها الكبرى في أنّها وثائق تاريخية عن صمود الجزائر وثورتها العظيمة، فنحن إذن أمام منظر، وإزاء كاتب وعاشق كبير للجزائر والحياة الإنسانية.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)