الجزائر

فراد يستعرض قدراته العلمية لأغراض سياسوية دنيئة



فراد يستعرض قدراته العلمية لأغراض سياسوية دنيئة
ردا على المقال المنشور في جريدتكم الموقرة في الصفحة 21 ليوم 12 ماي 2012، والممضي من طرف السيد محمد أرزقي فراد والمعنون ''المسألة الأمازيغية وحاجتها إلى فتح نقاش عميق''، وتفاديا لرغبة صاحب المقال في توظيف مثل هذا الجدل البيزنطي للإشهار بقدراته العلمية، بل لأغراض شخصية محضة وسياسوية دنيئة، أود توضيح أربعة مفاهيم استعملت مرارا لتغليط الرأي العام، من خلال مقالاته البعيدة كل البعد عن الموضوعية العلمية.
1- لسنا من أنصار ''الغربنة'' ولا ''الشرقنة'' بل وطنيين نزهاء على درب رئيسنا الأول المرحوم محند إيدير آيت عمران.
2- ليس لدينا أية عقدة مع اللغة العربية وديننا الحنيف بل نعتبرهما قيمتان مضافتان ومرجعان في مناهجنا وحياتنا اليومية، الشخصية الجزائرية تقوم على ثلاثة أركان أساسية تمثل مثلث متساوي الأضلاع وهي الإسلام، اللغة العربية واللغة الأمازيغية، إلا أن الواقع المعيش يبيّن تساوي ضلعي الإسلام واللغة العربية، ليبقى ضلع اللغة الأمازيغية جد قصير مقارنة بالضلعين الآخرين، لهذا الغرض نسعى بكل جد لإعادة الاعتبار للأمازيغية كلغة حية للتواصل اليومي والإبداع والكتابة، فهي لها ماض عريق ومستقبل مرموق لا محالة.
3- المحافظة السامية للأمازيغية ليس بمنئ عن التلاعبات السياسوية التي تريد المساس بهذا المكسب الذي حققته الدولة الجزائرية، فكلما طال التهجم والتقصير في حق المحافظة السامية للأمازيغية، فإننا سنواجه دوما التهميش والخطر وما ينجر عن التوظيف السياسوي للمسألة من طرف بعض الجهات بما في ذلك تلك المشار إليها في مقالكم، أننا لسنا من الغافلين لتقديم الخدمة عن غير قصد.
من هنا، فالأمر الإستعجالي الواجب اتخاذه هو إدراج ترسيم وإقرار تعميم اللغة الأمازيغية في الدستور الجديد، والأمر ليس بالعويص، من خلال تعزيز وتثبيت مكانة الأمازيغية في العمل المؤسساتي.
إن مبتغانا هو إدراج اللغتين العربية والأمازيغية جنبا إلى جنب في الدستور الجديد، مع التزام الدولة بإيجاد الصيغ الانتقالية الكفيلة ببلورة الطابع الرسمي للغة الأمازيغية وضمان التنوع الثقافي في تعابيره والجهوية، كما تعمل على إثرائه وتطويره.
4- قرار استعمال الحرف اللاتيني أمر حسم على ضوء توصيات مختلف المواعيد العلمية التي سبق وأن نظمنها في إطار البرنامج التوجيهي للمحافظة السامية للأمازيغية، ثم إنه خيار علمي يستند إلى حقائق الميدان، فكل الدراسات والبحوث التي تم إنجازها منذ قرن توصلت إلى تشفير وتهيئة الحرف اللاتيني بطريقة استوعبت بها الأمازيغية صوتيا ومن ناحية القواعد.
على السلطات العمومية الفصل نهائيا في الأبجدية التي تكتب بها الأمازيغية، لأنه لا توجد لغة في العالم تدوّن بثلاث أبجديات، كما هو متداول في المدرسة الجزائرية.
هذا الرد يلخّص بشكل واضح رؤيتنا في بعض الأمور التي يثيرها صاحب المقال دون تمكينه بمجريات الملف ولا موضوعية الطرح، وقد مكننا مقالكم الأخير هذا من معرفة مستواكم في الأمازيغية، حيث تحدّثتم عن باحثين ينتمون إلى قطبكم ويخدمون اختياركم الإيديولوجي، فأنا من المهتمين بأعمال المثقفين المعربين وعلى رأسهم صاحب المقال ومتتبع وفيّ لهم، ليكن في علم الأستاذ الفاضل أن الأمازيغية هي قضية وطنية لا يقتصر النظر فيها على المحافظة السامية للأمازيغية بل لا بد من تكفل الحكومة وما يتبعها من أجهزة بها، نعترف بتراجع تدريس الأمازيغية في بعض الولايات ونحن نلقى المسؤولية كل المسؤولية على وزارة التربية الوطنية التي لم تتكفل بهذا الملف كما ينبغي.
سيدي أردت توجيه ضربة، لكنك أخفقت في اختيار المرمى، يؤسفني كثيرا أن أدخل معك في هذا النوع من الجدل الذي لا يغني ولا يسمن من جوع ولا يخدم إطلاقا الأمازيغية، فمن الأجدر علينا أن نهتم بما هو أهم.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)