قال مسؤولون أمريكيون إن واشنطن تناضل لتطوير فكرة واضحة عن القوى المعارضة داخل سوريا، لافتين إلى أن الفجوات الاستخباراتية عرقلت الجهود لدعم الإطاحة بالرئيس بشار الأسد.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن المسؤولين أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية وسّعت جهودها لجمع المعلومات حول القوى المعارضة في سوريا ونظام الأسد في الأشهر الماضية إلى أنها تعرقلت نتيجة اعتراض الاتصالات ومراقبة النزاع عن بعد.
وذكرت أن مقابلات أجرتها مع مسؤولين أمريكيين وأجانب كشفت أن وكالة الاستخبارات الأميركية المركزية "سي آي إيه" لم تتمكن من بسط وجود داخل سوريا وهو ما يتعارض مع دور الوكالة المعروف في جمع المعلومات الاستخباراتية في مصر وليبيا خلال الثورتين فيهما.
وفي ظل غياب عملاء ل"سي آي إيه" على الأرض في سوريا والذي تعزز بعد إقفال السفارة الأمريكية في دمشق بوجود عدد قليل في مواقع حدودية رئيسية فإن الوكالة أصبحت تعتمد بشكل كبير على نظيراتها في الأردن وتركيا وغيرها من الدول الحليفة في المنطقة.
وأشارت الصحيفة إلى أن غياب الاستخبارات عقّد قدرة إدارة الرئيس باراك أوباما على اجتياز أزمة تشكّل فرصة لإزالة خصم قديم للولايات المتحدة وتعزز خطر تعزيز تقرّب المعارضين في سوريا من القاعدة والحركات الإسلامية الجهادية.
وقال المسؤولون إنه على عكس ليبيا حيث سيطر المعارضون بسرعة على النصف الشرقي من البلاد، لم تتمكن المعارضة السورية من السيطرة على أراض من الممكن أن تستعمل كموطئ قدم لعملاء "سي آي إيه".
ووصف المسؤولون الأمريكيون الجيش السوري الحر وغيره من المجموعات المعارضة السورية بأنه جبهة غير منظمة على عكس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا.
وقال المسؤولون إن الإدارة تبحث عن وسائل لتوسيع الدعم غير العسكري للمعارضين السوريين.
وأشاروا إلى أنه على الرغم من القيود إلاّ أن أوباما أعطى الوكالة السلطة لتأمين مساعدات غير عسكرية للقوى المعارضة للأسد من خلال مجموعة من العمليات التي تتطلب توقيع الرئيس الأميركي.
وفي الوقت نفسه قال المسؤولون إن الصورة الاستخباراتية حول بعض الجوانب من النزاع في سوريا تحسنت خصوصاً في ما يتعلق بتقدم قوى المعارضة والانشقاقات وذلك عبر الأقمار الصناعية واعتراض البريد الإلكتروني والاتصالات.
وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين في الكونغرس طلبوا من ال"سي آي إيه" تفاصيل عن خطتها لحماية مواقع الأسلحة الكيميائية في سوريا ولكنها لم تستجب.
يشار إلى أن المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي أقر أمس لأول مرة بوجود سلاح كيميائي في سوريا وأكد أنه لن يتم استخدامه إلاّ في حال الهجوم على سوريا وهو ما استدعى تحذيراً من الرئيس باراك أوباما الذي قال إن استخدام الأسد لهذه الأسلحة سيكون "خطأ مأساوياً".
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/07/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشروق اليومي
المصدر : www.horizons-dz.com