الجزائر

فتيات يقبلن‮ ‬بمغتربين‮ ‬مسنّين‮ ‬ومختلين‮ ‬وحركى‮ ‬ بسبب تقدمهن في السن



فتيات يقبلن‮ ‬بمغتربين‮ ‬مسنّين‮ ‬ومختلين‮ ‬وحركى‮ ‬ بسبب تقدمهن في السن
كأنه أصبح حتما مقضيا على الجزائريات اللواتي قلّت لديهن فرص الزواج في الجزائر أو انعدمت، أن يبحثن عنه في فرنسا، ففرص الزواج في فرنسا متوفرة بشكل يلبي حاجة كل من دمغ المجتمع على جبينها كلمة عانس، كما يلبي حاجة نوع آخر من النساء ممّن يدخلن ضمن خانة "المتردية"‮ ‬و‮"‬النطيحة‮" ‬ولو‮ ‬أن‮ ‬هذا‮ ‬الزواج‮ ‬لا‮ ‬يوفر‮ ‬لصاحبته‮ ‬إلا‮ ‬رجلا‮ ‬من‮ ‬نوع‮ "‬وما‮ ‬أكل‮ ‬السبع‮"! ‬
معظم المغتربين الذين يتزوجون من جزائريات "تحت الطلب" إما طاعنون في السن لم يبق بينهم وبين القبر إلا شبر واحد، إلى درجة أن بعضهم يموت قبل أن يحين موعد الزواج- ويدخل ضمن هذه الفئة ما يصطلح على تسميتهم ب"الحركى" الذين خانوا الثورة وباعوا الجزائر للاستعمار، وإما‮ ‬شباب‮ ‬هائج‮ ‬مائج-‬‮ ‬انصهر‮ ‬في‮ ‬المجتمع‮ ‬الفرنسي‮ ‬انصهارا‮ ‬كليا،‮ ‬فلم‮ ‬يعد‮ ‬يُعرف‮ ‬له‮ ‬دين‮ ‬أو‮ ‬ملة‮ ‬لتأتي‮ ‬الجزائرية‮ ‬لتؤدي‮ ‬دور‮ "‬المُصلحة‮ ‬الاجتماعية‮" ‬فتصلح‮ ‬ما‮ ‬انكسر‮. ‬

المهم‮ ‬مغترب
يغلب طابع "الاستجداء" على معظم الزيجات التي تتم بين الجزائريات اللواتي أصبحن في حكم العوانس، والمغتربين- خاصة من كبار السن- فكثيرا ما تهمس الواحدة منهن في أذن إحدى قريباتها المغتربات "شوفي لي راجل"، وتبدأ رحلة البحث عن رجل وحيد تزوج أبناؤه وماتت زوجته أو تطلقت،‮ ‬لتتم‮ ‬مراسم‮ ‬الزواج‮ ‬بطريقة‮ "‬جنائزية‮" ‬فتودع‮ ‬العروس‮ ‬أهلها‮ ‬في‮ ‬المطار‮ ‬بدون‮ ‬فستان‮ ‬فرح‮ ‬أو‮ ‬زغاريد،‮ ‬ويكون‮ ‬الزوج‮ ‬في‮ ‬الضفة‮ ‬الأخرى‮ ‬مبتهجا‮ ‬بزواج‮ ‬جديد‮ ‬لم‮ ‬يكلفه‮ ‬إلا‮ ‬بعض‮ "‬الواردات‮". ‬
رتيبة، صاحبة ال 47 سنة، واحدة من مئات الجزائريات اللواتي أودعن "ملف" الزواج في فرنسا منذ سبع سنوات لكي تحظى ولو بنصف رجل، فرغد الحياة هناك من شأنه أن يكمل نصفه الضائع، هكذا كانت تنظر إلى المغتربين، فمنذ أن بلغت 40 سنة وهي تستجدي خالاتها المتزوجات هناك بطريقة "إيداع الملفات"، أن يبحثن لها عن شيخ مغترب ينتشلها من أسرة كبيرة العدد، رقيقة الحال. وطيلة هذه السنوات وعيناها على "طريق" فرنسا لا تغادرها لحظة واحدة، حيث تقول عن نفسها: "بعد سنوات من الانتظار، تمكنت خالاتي من "اصطياد" شيخ في السبعين، اشترط عليّ أن أسافر إليه بنفسي لأنه ممنوع من زيارة الجزائر. فإذا نلت إعجابه أتمّ الزواج وإذا خيّبت أمله أعادني إلى أهلي في أول طائرة متوجهة إلى الجزائر". وهذا ما جعل أهلها يعارضون هذا الزواج، خاصة وأنهم شكّكوا في هوية هذا الشيخ الذي قد يكون "حرْكيا"، إلا أنها وقفت لهم بالمرصاد‮ ‬وأصرّت‮ ‬على‮ ‬الذهاب‮ ‬إليه،‮ ‬ولكن‮ ‬قلة‮ ‬ذات‮ ‬اليد‮ ‬حالت‮ ‬دون‮ ‬ذلك،‮ ‬وهو‮ ‬ما‮ ‬جعلها‮ ‬تذرف‮ ‬دموع‮ ‬الأسى‮ ‬لأنها‮ ‬حسب‮ ‬تعبيرها‮ ‬ستكمل‮ ‬ال‮ ‬48‮ ‬سنة‮ ‬في‮ ‬بيتهم‮. ‬
أما "حياة " ذات ال 35 سنة، فروت لنا قصتها "ذكرى" وهي صاحبة صالون حلاقة، فقالت إنها تحمل صورة أقرب ما تكون إلى الأحلام عن فرنسا، فقد رضيت بالزواج من شاب مغترب، ولكنه مختل عقليا، ورغم أن أمه صارحتها بحقيقة مرضه، إلا أنها تزوجت منه لأنها وعدتها بالعيش الرغيد والحياة السعيدة بين أحضان باريس. و"سعدية" أيضا ليست بالتأكيد هي آخر الجزائريات الباحثات عن الزواج في فرنسا، فقد استطاعت أختها المتزوجة هناك أن "تعثر" لها عن شيخ طاعن في السن، لم يُكتب له أن يعيش معها سوى 3 أشهر، حيث مات ونُقل جثمانه إلى الجزائر، بينما ظلت‮ ‬هي‮ ‬هناك‮ ‬تترقب‮ ‬مغتربا‮ ‬آخر‮.. ‬
‮ ‬
ظل‮ ‬رجل‮ ‬
مرة أخرى نثير قضية "ظل رجل ولا ظل شجرة" التي تتبناها معظم الفتيات في مثل هذا الموضوع، فأكثر النساء يفكرن بمنطق "رجل والسلام" خاصة إذا كان مغترباً، حيث تبسط الحياة الرغيدة يديها لهن، حتى إن كان من النوع الذي لا يُؤتمن جانبه كالشباب الطائش الذي يقضي معظم وقته في الحانات والعلب الليلية، أو شيخا لا تأمن زوجته الجديدة عليه، فإذا أصبح قد لا يمسي وإذا أمسى قد لا يصبح، ولكنه منطق "السوق" الذي يسيّر الذهنيات ويجعلها تفكر وفق ما يحقق مصالحها المادية، مع إهمال الجانب الروحي في الزواج وهو المتمثل في المودة والسكينة، فأنّى‮ ‬لهذا‮ ‬الزواج‮ ‬أن‮ ‬ينجح؟‮! ‬


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)