فتيات يتورطن في فضيحة الحمل غير الشرعي

عزلة.. تهميش ونظرات احتقار تطاردهنفتيات يتورطن في فضيحة الحمل غير الشرعيالحمل غيرالشرعي هو آفة تعاني منها الكثير من المجتمعات وحتى الإسلامية التي لا تعترف بالعلاقات الجنسية خارج الزواج إلا أن المشكل زحف إليها بسبب الانحراف الأخلاقي ونقص الوازع الديني الأمر الذي أدى إلى بروز الملايين من الأبرياء غير الشرعيين الذين ولدوا في هذه الحياة دون لقب عائلي يحميهم أو حتى دون أب معروف كما يكون الحل لدى بعضهن الإجهاض وارتأت (أخبار اليوم) نقل بعض العينات الحية لكشف الستار عن المسكوت عنه.خ. نسيمة / ق. متروي أسماء السيد البالغة من العمر 24 عاما: (تعرفت في البداية على شاب في الجامعة وبدأت قصة الحب بيننا وتطورت العلاقة إلى علاقة جنسية وفوجئت بالحمل). وتابعت (عندما طالبته بالزواج حسب وعوده تنصل من مسؤوليته المشتركة معي والمفاجأة الأكبر كانت عندما اكتشفت أن بياناته كانت خاطئة).فكرت أسماء في الانتحار خوفًا من الفضيحة لكنها فشلت فحاولت الإجهاض وتروي بهذا الصدد مساومة الطبيب الذي لجأت إليه لعملية الإجهاض بإقامة علاقة جنسية معها مقابل مساعدتها على التخلص من الجنين بسبب عدم امتلاكها المال الكافي للقيام بهذه العملية.رفضت أسماء العرض وقررت الاحتفاظ بالجنين وتابعت (عائلتي أدركت ما حدث ما أدى إلى وفاة والدتي حزنًا للفضيحة التي تعرضت لها وقامت العائلة بطردي). ومن هنا بحثت عن وظيفة للحصول على المال وتعرفت على صاحب العمل الذي ساندها في الظروف الصعبة التي مرت بها حتى ولادة الطفل.مساعدة ثمنها الزواج من كهل!ومع ذلك أكدت أنه لم يكن يساعدها من منطلق أبوي ولكنه كان يرغب في الزواج بها وعرض عليها الزواج سرًّا. وأشارت: (رغم فارق السن الكبير بيننا اضطررت في نهاية المطاف القبول بعرض الزواج للحصول على مصاريف الطفل). ومن هنا بدأت المشاكل الخاصة بتسجيل الطفل بسبب عدم اعتراف والده به وأوضحت أن أحد أهم المشكلات التي واجهتها هي تطعيم الطفل. وللخروج من هذه المعضلة تضطر إلى دفع أموال باهظة للممرضات لتطعيم الطفل.ورغم التقدم التكنولوجي والعلمي الذي حدث في مسألة إثبات النسب للطفل عبر تحليل ADN ولكن أسماء لم تكن تعلم هذا الأمر وحسب قصتها حاولت البحثَ في الإنترنت عن حلول إلى حين إثبات الطفل ولجأت إلى منظمة حقوقية تساعد الضحايا دون مقابل مادي وبهذا السياق تقول: أتابع الآن مع محام في السر وهو مهتم بقضيتي دون مقابل مادي وآمل خيرًا في أن أكسب هذه القضية).وتوقفت للحظات والدموع في عينيها قائلة: (أفكر في الانتحار بشكل مستمر ولكن أفكر في مستقبل طفلي الذي لو تركته لن تجد شخصًا يحميه ويهتم به أنا أعيش بسببه) وتتساءل بحزن: (لماذا دمرت حياتي بسبب خطأ ارتكبته أنا من حقي أن أعيش حياة كريمة مع طفلي لماذا يقسو المجتمع والدولة علي)؟!الإجهاض أسوأ الحلين!تعاقب أغلب القوانين الوضعية الطبيب الذي يقوم بعملية الإجهاض لذلك فإن الطبيب الذي يجري عمليات الإجهاض يواجه حكمًا بالسجن لذلك تضطر النساء إلى اللجوء إلى أطباء يعملون في عيادات سرية ويتقاضون مبالغ ضخمة وبعضهن يلجأن إلى طرق بدائية وغير آمنة للإجهاض.تشير إحدى الفتيات التي غرر بها إلى أن والدها أجبرها على ترك دراستها من أجل تحمل مصاريف دراسة أخيها التوأم. وتعرفت على زميل في العمل وأقامت علاقة معه وحملت منه لكنه تخلى عنها وبدأت بالبحث عن وسائل الإجهاض الآمنة ولجأت إلى طبيب وأقامت علاقة معه لمساعدتها وبالفعل أجهضت. وحمَّلت والدها وأخيها مسئولية ما تعرضت له في حياتها.قصص لا تنتهي عن علاقات خارج إطار الزواج نجم عنها الحمل وربما قصة أميرة 19 سنة ليست مختلفة عنها كثيرًا. فقد أوهمها أستاذ جامعة مرموق بحبه لها وبأنه سيصنع لها مستقبلًا فريدًا وسيقوم بتعيينها في الجامعة رغم أنها كانت غير مكترثة لمسألة حملها ولكنها شعرت بالندم والأسف أنها سلمت نفسها لشخص تخلى عنها. وقالت (أستاذ الجامعة أصبح في منصب رفيع في الدولة ولكنه تنصَّل مني ومن الجنين).رأي علم الاجتماعيرى مختصون في علم الاجتماع أن ظاهرة الزواج غير الشرعي الذي ينتج عنه حمل هي ظاهرة آخذة في الارتفاع في مختلف المجتمعات العربية التي لا تقبل مثل تلك العلاقات ويرون أنها القنبلة الموقوتة التي قد تنفجر في المجتمع وتصيبه بتداعيات خطيرة. فرغم تقدم الوضع التعليمي والاجتماعي للمرأة إلا أنها لا تملك خبرة كافية في التعامل مع الشباب وعدم اهتمام الأمهات بالنقاش والحوار مع بناتهن وكذلك تمتعهن بالحريات المطلقة) كما أن هناك علاقات غير شرعية عديدة ينجم عنها الحمل في المناطق الشعبية وحتى في الأرياف ويحمل المختصون الدولة والأسرة مسئولية تخفيف المخاطر المجتمعية لهذه الظاهرة.