الجزائر

فتح النقاش لإرساء اتصال احترافي في مواجهة الشائعات



أكدت الخبيرة في مجال الاتصال، مليكة علول، أن أساس حل المشاكل التي تعيشها بلادنا في كل المجالات ولاسيما في القطاع الاقتصادي، هو إرساء "اتصال احترافي" على كل المستويات، ليكون صمام أمان أمام الشائعات والأخبار الزائفة، التي استطاعت أن تطغى على المعلومة الصحيحة، بسبب غياب الاتصال. وتأسفت السيدة علول للفراغ الذي نتج عن غياب الاتصال داخل المؤسسات وبين المؤسسات وبين الدولة والمواطن وحتى داخل الأسرة، ما ترك المجال لتنامي ظاهرتي "العنف" و"الفوضى" في المجتمع، بسبب "طغيان الشائعات على المعلومة"، ضاربة المثل بضعف المشاركة في الانتخابات وكذا ضعف التلقيح ضد كوفيد-19.وللتحسيس بخطورة الوضع الذي تعكسه هذه المظاهر، والعمل على تدارك النقائص، لاسيما في ظل الأزمات التي تعيشها بلادنا والتي تفرض تغليب مصلحة الجزائر على كل اعتبار، كشفت السيدة علول مسيرة شركة الاتصال "تري دونيون" (همزة وصل) أمس في تصريحات خصت بها "المساء"، عن تنظيم ملتقى يومي 13 و14 ديسمبر الجاري، لطرح كل الإشكاليات ذات العلاقة بالاتصال على المستوى المؤسساتي، حيث يجمع الملتقى المكلفين بالاتصال في شركات الخدمة العمومية مثل سونلغاز وبريد الجزائر واتصالات الجزائر. ومن خلال هذا الموعد، تراهن مليكة علول بالاعتماد على مسار مهني يقدر بثلاثين سنة، على "فتح أبواب الحوار والنقاش" حول أهمية الفعل الاتصالي من جوانب عديدة، مشددة على ضرورة النظر إلى الاتصال ك"علم" له تقنيات يجب احترامها، وذلك ضمن "مخطط استراتيجي" عملت على تحضيره، واستطاعت تجسيده ميدانيا قبل أكثر من عشر سنوات، بالتعاون مع بعض الهيئات ولاسيما المديرية العامة للأمن الوطني،حيث شغلت منصب مستشارة في الاتصال.
في هذا الصدد، أوضحت المتحدثة بأن وجود مخطط اتصال في المؤسسة، لا يعني فقط تسيير المعلومة، وإنما كذلك استباق الأزمات واحتوائها، في حين أن غيابه يؤدي إلى البحث عن المعلومة من خارج المؤسسة، وهو ما يفتح المجال واسعا أمام انتشار الشائعات، معتبرة أنه من غير المعقول أن يطلع عمال مؤسسة على معلومات تخص عملهم عبر الصحافة. فبمثل هذه السلوكيات، حسبها، يتم خلق "هوة سحيقة" في العلاقة بين صاحب القرار والمنفذ، وهو ما ينجر عنه انعدام الثقة بين الجانبين والإحساس بالتهميش الذي يؤدي إلى تثبيط المعنويات وتغييب العمل الجماعي وتفضيل المصلحة الشخصية على مصلحة المؤسسة وبالتالي على مصلحة البلاد، مثلما أضافت.
غياب اتصال احترافي يغيب الإنجازات
ضمن هذا المنظور، تأسفت محدثتنا لكون غياب الاتصال أو وجود إتصال غير احترافي، يضر بصورة الجزائر، لأن ذلك - كما قالت - يؤدي إلى "إهمال الإنجازات التي تحققت وعدم الترويج لها"، في وقت يروج آخرون بصورة مكثفة لصورة سلبية لا تعكس كل الواقع. وقالت في السياق "هناك تعفين لصورة الجزائر، التي لا تستحق كل هذه الكراهية من طرف جزائريين". ولمواجهة ثنائية "العنف والعفن" التي يجرها نقص أو غياب الاتصال، تطرح الخبيرة جملة من الاقتراحات، التي ستتم مناقشتها في الملتقى، تبدأ من تدريس مادة "الاتصال" في كل المستويات التربوية بدءا من الحضانة، وصولا إلى تحقيق مبدأي "التقارب و"التفاعل" بين المسؤول والعمال، حيث شددت على أهمية توفر عامل "الاعتراف" داخل المؤسسة من أجل بناء اقتصاد قوي، لأن غيابه تسبب في هجرة آلاف الأدمغة.
كما اعتبرت علول أن الاتصال يبدأ في واجهة المؤسسة أو الإدارة وهي "مكان الاستقبال"، الذي يعد – حسبها – السبب الرئيس لكل المشاكل التي تعيشها بلادنا، لأنه تحول وفقا لتعبيرها إلى "فضاء عنف... عاكس للغة الشارع"، وهو ما يضر بصورة المسؤول والمؤسسة عموما. ويمر تغيير هذا الوضع عبر تثمين المسؤولين للاتصال والانتهاء من تسمية "خلية الاتصال"، التي قالت أنها تحقر دور الاتصال والمكلف به، ووضع مخطط اتصالي داخلي وخارجي، يأخذ بعين الاعتبار خصوصية شخصية المواطن الجزائري "التي تطغى عليها العاطفية". للإشارة، سيعمل منظمو الملتقى على توسيع مجال النقاش في مرحلة ثانية إلى الوزارات، كما سيتم اللجوء إلى تنظيم ندوات متخصصة وحملات تحسيسية على المستوى الولائي، في محاولة لكسر "الصمت" المؤدي ل"الشكوك".
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)