الجزائر

فتاة غير معروفة النسب تواجه مصيرا مجهولا



فتاة غير معروفة النسب تواجه مصيرا مجهولا
لم تجد “حياة” خريجة معهد الآداب واللغة الإسبانية، مخرجا للجحيم الذي تعيشه منذ فترة، سوى التوجه للجزائريين عبر جريدة “الخبر”، علّهم يقاسمونها معاناتها وهي التي وجدت نفسها في الشارع بين عشية وضحاها، بعد أن اكتشفت أن الرجل الذي ربّاها ليس والدها الحقيقي وأنها طفلة غير شرعية، لتحرم من غرفة الحي الجامعي وهي التي ترفض ارتياد الشارع والارتماء بين أحضان الرذيلة.“حياة” فتاة في عمر الزهور لا يتعدى سنها ال24 عاما، لم تكن تعلم أن القدر سيكشّر لها عن أنيابه، في وقت تنتظر من هنّ في سنّها عرسانها معززات مكرمات في بيت العائلة ووسط حضنها الدافئ، تلك هي “حياة” التي قصدت مقر جريدة “الخبر” بعد أن اسودت الدنيا في وجهها وأغلقت دونها أبواب الأمل في حياة كريمة، كيف لا ومعاناتها ترجع إلى سنوات من قبل وحينما بلغت 14 عاما .. حيث كانت البدايات بوفاة المرأة التي تبنّتها بعد أن كانت تعيش في هناء ببلدية الدواودة بالجزائر العاصمة رفقتها ورفقة الوالد الذي كان يعمل كحارس بلدي ببومرداس وكذا أخيها من التبني والذي كانت تظن أنه شقيقها. وانتقلت العائلة للعيش بمسقط رأس والدها بالشلف بعدما أجبروا على ترك الكوخ الذي كانوا يسكنونه، وهناك أصيبت والدتها بمرض عضال تسبّب في موتها لتبقى “حياة” في حضن جدتها لأبيها، العجوز التي حرصت على تربيتها هي وأخيها، خاصة وأن والدها كان مطالبا بالتنقل للعمل ببومرداس، ليزفّ لهما ذات يوم خبر زواجه من جديد والانتقال للعيش ببيت عروسه ببومرداس.. وهنالك بدأت المشاكل بعدما رفضت عروس والدها بعد فترة فكرة عيشها معهما، حيث كانت تختلق لها المشاكل لتثير غضب والدها عليها، لتطردها ذات يوم، اضطرت فيه الفتاة إلى ترك البيت لتهيم على وجهها بمحطة القطار التي مكثت بها حتى وقت متأخر من الليل، واسترجعتها الشرطة التي اشترطت على والدها أن يحافظ عليها، لكن تواصل المشاكل بينها وبين زوجة الوالد، اضطره إلى أن يكشف لها عن هويتها، وأنها طفلة مجهولة النسب جلبها ذات يوم من مستشفى بني مسوس بالجزائر العاصمة ليسلمها ثانية للشرطة رافضا التكفل بها، حينها دخلت المسكينة في دوامة من المعاناة النفسية لتصاب بإحباط وتدخل مستشفى الثنية الذي مكثت به مدة شهر، كما تدهورت نتائجها الدراسية رغم أنها كانت من أحسن النتائج وكانت قد بلغت حينها مرحلة التعليم المتوسط .. ليتم تقرير وضعها ضمن أسرة، وتكفلت بها مديرة مستشفى الثنية التي آوتها في بيتها وساعدتها على مواصلة الدراسة خاصة وأن العام الدراسي كان في منتصفه، لتحصل على أحسن النتائج وتتابع دراستها حتى نيل شهادة التعليم المتوسط التي حصّلت عليها بمعدل 14 من عشرين . رحلة البحث عن الأمانلكن دوام الحال من المحال .. فبعد أن استقرت أحوالها عند مديرة مستشفى الثنية، اضطرت “حياة” التنقل إلى الجزائر العاصمة والمكوث بمركز الإسعاف الاجتماعي ببئر خادم، مع متابعة دراستها الثانوية بإحدى ثانويات حي البساتين هنالك، لتتحصل على شهادة البكالوريا وتسجل لمتابعة دراستها الجامعية فرع آداب ولغة إسبانية، مع مواصلة إقامتها بذات المركز حتى الثانية جامعي، لتضطر في 2013 خاصة وأنها تجاوزت سن 18 سنة إلى ترك مركز الإيواء مجبرة بعدما أكد لها القائمون عليه أنه ليس من حق الطفل المسعف أن يبقى بمراكز الإيواء الاجتماعي بعد سن 18 سنة، لتجد نفسها مجبرة على المكوث بمركز نساء في شدة ببواسماعيل، أين عانت الأمرّين في تنقلها من هنالك للجامعة، خاصة وأن الفترة تزامنت مع الامتحانات الاستدراكية.. لتنتقل بعد جهود جبارة إلى الإقامة في غرفة الحي الجامعي بدالي ابراهيم التي كانت مستقرا لها خلال فترة الدراسة، مع المكوث بالمخيمات الصيفية كمدربة للصغار المصطافين خلال فترة الصيف التي تغلق فيها الأحياء الجامعية، ورغم هذه المعاناة، لم تفقد حياة الأمل في أن تنجلي مشاكلها يوما ما، لكن يظهر أن ذلك بات مستحيلا وهي التي تحصلت هذه الصائفة على شهادة الليسانس، لتضطر إلى ترك غرفة الحي الجامعي دون أن تكون لها أدنى فكرة عن مصيرها مستقبلا ...نداء لوزيرة التضامناليوم ومع انسداد كل أبواب الأمل في وجه “حياة”، لم تجد المسكينة من وسيلة إلا أن تبث نداءها عبر صفحات “الخبر” متوسلة وزيرة التضامن مونية مسلم أن تجد لها حلا.. قائلة “لم يعد لدي مأوى..أبيت كل يوم بمكان.. ارحميني سيدتي الوزيرة من براثين وحوش الشارع..” علما أنه رغم حصولها على شهادة الليسانس، لم تجد المسكينة رغم بحثها المتواصل عن عمل يمكّنها من كراء مكان يأويها، حيث تعيش فقط من منحة الإعاقة 3000 دج التي تتحصل عليها كونها معاقة من إحدى يديها.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)