الجزائر

"فايسبوك" يعوض الجهات الرسمية في البحث عن أهالي الحجاج المفقودين




حاول رواد مواقع التواصل الاجتماعي كعادتهم المساهمة في رفع معاناة العائلات الجزائرية، التي فقدت أحد ذويها في حادثة منى، والذين لايزال أغلبهم في عداد المفقودين والتائهين، تاركين ذويهم يتخبطون في حالة من القلق والارتباك، التي تعمل بعض صفحات الفايسبوك على التخفيف منها، عن طريق نشر صور المفقودين ومعلوماتهم الشخصية على شكل نداءات، في محاولة منهم للنيابة عن الجهات الوصية في هذه المهمة.تشهد مواقع التواصل الاجتماعي ك”فايسبوك” حملة واسعة لنشر أسماء وصور الحجاج المفقودين بالبقاع المقدسة، قصد التعرف عليهم من طرف عائلاتهم من جهة، أوتلقي خبر يمكن أن يطفئ نار أهالي المفقودين الذين قتلتهم الحيرة وأنهكهم التفكير في مصير ذويهم المفقودين بعد حادثة التدافع بمنى، والتي راح ضحيتها أكثر من 800 حاج، حسب التصريحات الرسمية للملكة العربية السعودية.هي حالة من القلق والارتباك تسود العديد من العائلات الجزائرية، تسبب بها حادث منى الأليم الذي غير أجواء الفرحة بالعيد لدى عديد أهالي وذوي الحجاج الجزائريين، الذين سارعوا للاتصال بذويهم، في وقت استبق الكثير من الحجاج الأمور فقاموا بأنفسهم بطمأنة ذويهم على سلامتهم. ليبقى الشك يسيطر على الكثيرين ممن يجهلون إلى الآن إذا كان ذووهم على قيد الحياة أم لا. وفي سياق متصل يقول سيد أحمد، ابن حاج مفقود في الحادثة ذاتها:”لا يكفينا أننا لا نستطيع حتى توديع موتانا أودفنهم في أرض الوطن، حتى نعاني أيضا من قسوة الانتظار والترقب القاتلين، حتى نعرف إذا كان أهلنا المفقودين بخير”.ولأجل سد الفجوة وملء الفراغ الذي تركته الجهات المعنية، أنشأ رواد فايسبوك جسرا افتراضيا يصل بين أهالي المفقودين والحجاج العائدين من البقاع المقدسة، قصد التفاعل مع أزمة ضحايا الحجاج المصابين والمفقودين في حادث منى. العشرات من المدونين على مواقع التواصل الاجتماعي على صفحات الفيسبوك، والذين أكدوا أن مئات الرسائل وردتهم من أهالي المفقودين من الحجاج الذين بدأوا بالتفاعل مع الصفحات عن طريق إرسال بيانات ذويهم، علهم يعرفون ما يثلج صدورهم بشأن أهاليهم الذين عجزت السلطات الرسمية عن إيجادهم. هذه الجهود الفردية التي قامت بها مجموعات على فايسبوك، على غرار ”مجموعة البحث عن المفقودين في الحج” و”المفقودين الجزائريين في الحج” وغيرها من المجموعات، تمثلت أساسا في نشر قائمة المرضى في المستشفيات وصور المفقودين، في محاولة للتعرف على مجهولي الهوية.الجهود الرسمية لم تَشفِ غليل العائلاتاكتفت وزارة الشؤون الخارجية ووزارة الشؤون الدينية بإجراء اتصالات بالجانب السعودي لتقديم تسهيلات لتفويج الحجاج بسرعة، أوإصدار بيانات تعزية، وعقد اجتماعات رسمية مع البعثات المختلفة، حيث لم تستطع هذه الجهات مدعومة بالديوان الوطني للحج والعمرة، طمأنة جميع أهالي المفقودين، الذين لايزال عدد كبير منهم في عداد التائهين. وفي السياق ذاته، أعلن المدير العام لديوان الحج والعمرة يوسف عزوز المتواجد بالبقاع المقدسة، أنه يوجد 54 حاجا حتى الآن في عداد المفقودين بعد حادثة التدافع في منى التي أدت إلى وفاة 14 حاجا جزائريا، مؤكدا أن قائمة المفقودين الجديدة تم ضبطها بعد العثور على حاجين تائهين وخمسة آخرين كانوا متواجدين بالمستشفى من أصل 61 حاجا تائها.




سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)