حذّرت منظمات تارقية من تعرض التوارق لعمليات انتقام، بسبب الإدعاء بتأييد بعضهم للقذافي. ويتخوف بعض التوارق الذين غادروا غرب ليبيا إلى الجزائر قبل أيام من اندلاع قتال، بين أبناء قبائل التوارق وقوات المجلس الانتقالي، على خلفية عمليات الاعتقال والقتل التي تعرّض لها بعض سكان منطق قريبة من بلدتي غدامس وغات.
دعت اللجنة التنسيقية لتوارف ليبيا، قوات المجلس الانتقالي وقوات الناتو والصليب الأحمر إلى التدخل لمنع أي انتقام ضد سكان غدامس وجنوب غرب ليبيا، ودعت اللجنة لاحترام الحقوق الأساسية للشعب الليبي، وفقا لميثاق جنيف والقرار الأممي لحماية المدنيين الليبيين. وحذّر نشطاء من توارق ليبيا من تعرض أكثر من 200 ألف من سكان الجنوب الغربي، وأغلبهم من التوارق، للانتقام وتصفية الحساب، بعد سيطرة المجلس الإنتقالي على المنطقة.
وكشفت مصادر محلية من بلدتي غات وغدامس الليبيتين بأن قتالا عنيفا نشب ليلة الأربعاء إلى الخميس بين مسلحين ينتمون لإحدى قبائل التوارق المحليين وقوات تابعة للمجلس الانتقالي الحاكم في ليبيا، وأدى القتال إلى تحرير سجناء من التوارق كان يجري نقلهم إلى نالوت شمال غدامس.
وكشف شهود عيان غادروا ليبيا يوم الخميس بأن منطقة ساعون ، الواقعة في الطريق الصحراوي الرابط بين نالوت وغدامس، شهدت معركة بين قافلة سيارات وشاحنة من قوات المجلس الإنتقالي ومسلحين، انتهت بمقتل وفرار عناصر المجلس الانتقالي، وتحرير 30 سجينا من أبناء القبائل التارقية، المعتقلين منذ عدة أيام في غدامس، ومنهم رجال أمن وضباط توارق في الجيش الليبي السابق.
وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن المعركة أسفرت عن مقتل 14 شخصا على الأقل من الطرفين، وقال مسعود موغا لـ الخبر ، وهو ليبي من أصل تارقي غادر غدامس قبل أيام: قوات المجلس الانتقالي اعتقلت أكثر من 200 من أبناء القبائل التارقية، ومن توارق مالي والنيجر العاملين في المنطقة، دون وجود أي مبرر للاعتقال، وأغلب المعتقلين نقلوا إلى نالوت وطرابلس، وفي عدة حالات تم اعتقال أشخاص بغرض الانتقام الشخصي لا أكثر .
ويقول سمالي بن الطاهر، وهو ليبي من قبيلة عربية تسكن بلدة أوباري غادر إلى الجزائر قبل أسبوع، التقته الخبر بالدبداب: لا أعتقد بأن الأمور ستستقر في جنوب ليبيا، حيث أساء مسؤولو المجلس الانتقالي اختيار القادة العسكريين الذين كلفوا بالسيطرة على المدن في الجنوب، وكان بعضهم شبابا لا يزيد سنه عن 25 سنة، وبعضهم جاء للانتقام من عسكريين ورجال شرطة ومسؤولين سابقين، دون أي اعتبار لشعارات الثورة والحرية . ويضيف بن الطاهر هل يعقل أن يحكم هؤلاء ليبيا ويطبقوا الديمقراطية؟ . ويقول إسماعيل كوني، وهو تارفي ليبي التقينا به في مدخل بلدة الدبداب: ستستقر الأوضاع قريبا، وسأعود إلى غدامس، وكل ما يجري هو تحرير لليبيا من أتباع نظام العقيد معمر القذافي، ولم يحدث أن اعتدى ثوار المجلس الانتقالي سوى على من ثبت تورطه في تعذيب الليبيين واعتقالهم .
وكانت اللجنة التنسيقية لتوارف ليبيا قد طالبت، في بيان سابق لها المجتمع الدولي والحلف الأطلسي والصليب الأحمر وجميع منظمات حقوق الإنسان، بالتدخل لحماية المدنيين وضحايا الصراع المسلح، طبقا لميثاق جنيف.
ويتخوف نشطاء من الجنوب الغربي في ليبيا من حمل بعض الأسر التارفية، التي عرفت بالولاء للعقيد معمر القذافي، خاصة في غات وأوباري وغامس وجبال تدرارت أكاكوس، للسلاح للدفاع عن نفسها، أو لتحرير بعض أبنائها المعتقلين، وما قد ينجر عن هذا العمل من ثورة مسلحة.
وتشهد غدامس، والمناطق القريبة منها، أعمال عنف وإطلاق نار منذ عدة أسابيع بين مسلحين موالين للمجلس الانتقالي وأبناء بعض العائلات المحلية ومطلوبين من قبل المجلس الانتقالي.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 10/09/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : الدبداب: مبعوث ''الخبر'' محمد بن أحمد
المصدر : www.elkhabar.com