الجزائر

"فاتيا زبيري" أول امرأة مسيرة لمخبر التحاليل ومراقبة الجودة والنوعية بوادي سوف



يوم الثامن مارس لم يعد مجرد احتفال روتيني تروح فيه المرأة عن نفسها، إنه تحول إلى ذكرى يثمّن الإعلام من خلالها المنجزات التي حقّقتها المرأة الجزائرية في شتى المجالات، نماذج النساء الجزائريات الناجحات لا تعد ولا تحصى، وقع اختيارنا على سيّدة شابة من مدينة الألف قبة وقبة، من وادي سوف، “فاتيا زبيري” حرم السيد جبالي، أم لطفلتين، لفتت انتباهنا واستحقت دعمنا وتشجيعنا والتفاتنا لها نظير إنجازها المميز في مدينة محافظة يصعب على المرأة تحقيق ذاتها ومشاريعها فيها، مخبر لمراقبة الجودة والنوعية تماشيا وتخصّصها في البيوكيمياء، هذا هو المشروع الذي رأى النور في الوادي وعدّت “فاتيا” أوّل مبادرة لذلك وأوّل امرأة مسيّرة له! وعن إنجازها، مساندها، طموحاتها وآمالها حدثتنا فاتيا:من تكون فاتيا زبيري؟“فاتيا زبيري” سيدة جزائرية من مدينة بسكرة دارسة للبيوكيمياء، متخرجة من جامعة قسنطينة سنة 2000، متزوجة وأم لبنتين، مسيرة لمخبر “فاتي لاب” لمراقبة الجودة والنوعية هنا بوادي سوف... كيف تمكّنت من تشييد مخبر بمقاييس عالمية في مدينة تكاد تنعدم فيها ملامح لإنجازات المرأة؟تخرّجت من الجامعة وانتقلت بعد الزواج من بسكرة إلى وادي سوف، عشت حياة المرأة الماكثة في البيت لسنوات، بعدها فكّرت في اللجوء إلى وكالة دعم تشغيل الشباب، كان ذلك سنة 2007، بغية الاستثمار في مجال تخصّصي الذي هو البيوكيمياء، عرضت الفكرة على زوجي فقبلها ولم يعارض، بالعكس وجدت عنده دعما ماديا ومعنويا، إذ هو من شجّعني لأصل إلى ما أنا عليه الآن.. هذا يعني أنّ المقولة الشائعة؛ “وراء كل رجل عظيم امرأة” انعكست على حالتك لتصبح؛ وراء كل امرأة عظيمة رجل؟بالفعل، أشاطرك الرأي، إذ أن دعم زوجي لي كان أكبر محفز لنجاحي، كونه لم يقف في طريقي ولم يعرقل مسيرتي، بل مدني بكل ما لديه من مال ودعم معنوي، سافرت بفضله إلى بلدان أوروبية وعربية للنهل من خبرات وتجارب الأجانب في مجال تسيير المخابر، أجده معي في كل المواقف، وبالمناسبة أشكره كثيرا، فمهما شكرته فلن أوفيه حقه.. امرأة في مدينة محافظة كوادي سوف تتوجّه إلى الوكالة وتطلب دعم السلطات لبناء مخبر، هل كان الأمر سهلا؟الأمر لم يكن سهلا قطعا، حتى أنني رأيت نظرة الدهشة والاستغراب من طلبي الذي حظي بالاهتمام في النهاية ونلت بذلك ما كنت أصبو إليه، فتابعت تحقيق حلمي وفتح المخبر الذي دشن عام 2012 من طرف وزير العمل السابق، السيد الطيب لوح الذي لم يخف إعجابه بهذا المشروع الذي واجه في البداية بعض الصعوبات البيروقراطية، كعدم الحصول على القرض إلا عام 2009، أي سنتان بعد وضع الملف، إذ لم تتجاوز قيمته 350 مليون سنتيم، في حين ساهمت وكالة دعم الشباب بمبلغ 100 مليون سنتيم والاستفادة ب 80 مليون من التمويل لأقتني بعدها المعدات وأجهز المخبر بأحدثها، لأحصل على الاعتماد وأنطلق في العمل بجد ونزاهة، مما أكسب المخبر الذي أطلقت عليه اسم “فاتي لاب”، أي مخبر فاتي زبائن من داخل وخارج الوادي .. ما الذي يميّز مخبر كم عن باقي المخابر الأخرى؟أهم ما يميز مخبرنا أنه الوحيد هنا بالوادي القادر على القيام بتحاليل عن طريق جهاز الكروماتوغرافيا السائلة ومطيافية الامتصاص الذري، حيث يقوم بالتحاليل الميكرو بيولوجيا والفيزيوكيميائية للمواد الغذائية، المياه، التربة، مواد التجميل المحلية والمستوردة.. وماذا عن مساهمة المخبر في امتصاص البطالة؟ساهم هذا المخبر في تشغيل 5 مهندسين، إلى جانب عون أمن، وبدوري أديره وطاقم من المهندسين والفنيين المختصين في مجالات التحاليل المخبرية المختلفة، هم شباب تم تدريبهم بشكل مكثّف على الأجهزة وطرق الفحص المعتمدة عالميا.. هل من مشاريع مستقبلية لفاتيا السيدة الطموحة؟طموحاتي كبيرة وواسعة، تصب كلها لصالح توسيع خدمات المخبر وإعادة تأهيله وفق المعايير الدولية بغية الحصول على الاعتماد الدولي، وحاليا أسعى جاهدة إلى الحصول على الاعتماد الخاص بالبيئة للصمود في وجه كل ما يهدّد المحيط من مخاطر بيئية، في الواقع طموحاتي كثيرة ودرجة التحدي عندي أكبر والله الموفق .. مع كثرة الانشغالات، هل من هوايات؟بالطبع، إلى جانب كوني ربة بيت من الدرجة الأولى، كما تقول عائلتي، لدي عدة هوايات منها الرسم وركوب الخيل، إذ أعد حسب المختصين فارسة جيدة. ونحن نحتفل باليوم العالمي للمرأة، ما هي كلمتك للمرأة الجزائرية؟بمناسبة 8 مارس المصادف للاحتفال باليوم العالمي للمرأة، أهنئ كل النساء دون استثناء وأقول للمرأة الجزائرية المثابرة الطموحة: لا تتواني عن تحقيق طموحاتك، ولا تتراجعي مهما واجهتك الصعاب، صمّمي على الوصول إلى مبتغاك وضعي نصب عينيك هدفا واضحا يكفل سعادتك ويضمن عيشك بكرامة، كما لا يفوتني في النهاية أن أتقدّم بالشكر الجزيل لزوجي وعائلته، لوالدي ورجل الأعمال الكريم مهري الجيلالي الذي وقف بجانبي ودعّمني كما دعم الكثيرين، فشكرا للجميع وشكر خاص لجريدة “المساء” على الالتفاتة واللقاء ...


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)