تتكون هذه الفئة من صغار التجار، الذين كان عددهم كبيرا في مدينة تلمسان، ساهموا بقسط كبير في بيت مال المسلمين، وكانوا يقيمون في المدينة، يتعاطون التجارة، في الأسواق المنتشرة وفي دكاكينهم. وقد ينتقل بعضهم إلى المدن المجاورة، والأسواق الأسبوعية والموسمية في القرى والبوادي(50).
والظاهر أن العنصر الزياني عرف رخاءا اقتصاديا، بفضل النشاط التجاري المكثف لهذه الفئة من التجار، في مدينة تلمسان التي تعتبر رواقا تجاريا، للبحر الأبيض المتوسط وبلاد السودان(51).
وكان التاجر الصغير، يلجأ إلى التاجر الكبير المستورد في مختلف الأسواق، لتموين زبائنه بالسلع والبضائع التي تختلف أسعارها، حسب تكلفة إنتاجها ومشقة إحضارها (52). وكانت مدينة تلمسان، تقدم خدمات كثيرة في مجال التجارة المتنوعة بالجملة والتجزئة. والتجارة كانت في المقام الأول، توجد في المحلات والدكاكين المتواجدة في كل حي ودرب من المدينة، وحول المسجد وفي القيصارية، وكانت البضاعة المستوردة، تباع مباشرة لتجار التجزئة في المدينة، ويحول منها الباقي إلى القرى والأرياف والموانئ، لتوزيعها على تجار هذه المناطق عن طريق الوسطاء(53).
وكانت دائرة التأثير التجاري لمدينة تلمسان واسعة في المنطقة، حيث يمتد نفوذها نحو الشرق إلى وادي الصومام، وإلى وادي ملوية غربا، أما تأثيرها في الجنوب فيمتد إلى الصحراء الكبرى والهضاب العليا، وإلى الداخل نحو القبائل الرحل، الذين يأتون للتبادل التجاري بالمقايضة وهي المناطق التي تدخل في حوز الدولة الزيانية تقريبا(54).
وقد وجد الأوروبيون، تجارة منظمة، بمدينة تلمسان عندما حلوا بها في بداية الدولة الزيانية، وكان تجار أرغون، يحتكرون النشاط التجاري بين عاصمة بني زيان والعواصم الأوروبية، وامتد نطاق التبادل معها إلى عناصر أوروبية أخرى، خلال القرن السابع هجري الثالث عشر ميلادي(55). وكان التجار اليهود، يشكلون مجموعة تجارية، قائمة حول البحر وإيطاليا وفرنسا وميورقة وبرشلونة ومصر، وبلاد المغرب، واليهود لم يكونوا تجارا فقط، بل كانوا حرفيين أيضا(56)، ولهذا كانوا يقومون بتوزيع، بضائعهم على تجار تلمسان، لتسويقها في تلمسان، وفي المدن المغربية الأخرى، مقابل مبلغ من المال أو عينا(57)، وكانوا يهيمنون على تجارة الذهب ف مدينة تلمسان خاصة والمغرب عامة(58).
وكان بعض التجار التلمسانيين، جوالين، يجوبون المدن المغاربية، ويصلون إلى بلاد السودان، مع القوافل(59)، نذكر منهم الحاج زيان، الذي كان في القافلة رفقة، الرحالة ابن بطوطة (60)، والشيخ الرحال العقبة وبن علي بن الشيخ اللبان التلمساني(61).
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 27/10/2010
مضاف من طرف : tlemcenislam
المصدر : www.almasalik.com