الجزائر - Layoune

فُجاءَة السّؤال و الجنون



هل جننتَ كما يجبُ !؟

هل ركبتَ السّحاب

إلى أن بلغتَ المدى

وتجاوزت ما تبلغ السّحب ؟

هل عشقت إلى أن سكنتك اللغات ؟

و دانتْ لكً الكتبُ ؟

هل غفوت على نجمة

تتعرّى ليرقد فيها الندى

ثم تغفو

ليطلب وصلاً بها كوكب ؟

هل سكبت القصائد

حتّى غرقت بها ؟

و تتوجت بالطيلسان

و داخلك التــّيه و العجب ؟

هل تدثرتَ بالريح و الأمنيات

و نمتَ ,, يغازلك الخوف و الكرب ؟

هل مشيت

إلى أن حَفَتْ قدمـــاك

وعافتهما الأرضُ ,, و التــّعب ؟

هل صرخت مع السّاسة الطّيبين

و ضعت مع السّاسة الكاذبين

و أينعَ في جفن 'عفراء' (1)

ــ رغم براءتها ــ الزّور و الكذب ؟

هل حلمت بما يحلم الجائعون

و اِنتظرتَ الربيع الذي زرعتــْه بنا الخطب ؟

هل حـملت البلاد على راحتيْك ؟

و نما صفصافها في رئتيْك

و حلمتَ ,, حلمتَ ,, حلمتَ

إلى أن تقيّأكَ الحلم و الغضب ؟

هل شهدتَ اِخضرار البنفسج

عصرتك الحروف التي لم تقلْ

أرقتك - على ضعفها- حِيرة 'طه'(2)

و السؤال على ثغري 'ساري'(1)

خيبة الناس مِلأ الشّوارع

زَوَغَانُ العيون تفتش عن منفذ للأمل

طيبة الطيبين على عتبات المقاهي

و بين الحقول

و تحت النّخيل

هؤلاء الذين ينامون بين حكاياتنا

يركبون الحروف إلينا

و نَشْتَمُّ رائحة الشّمس في تجاعيدهم

نخبؤهُم في نقاط الكلام

و نمضغُهم في لــُعاب القبلْ

هل تدحرجت من قمة الإنهيار

إلى أن صدمتَ الظلام الرّحيم

صدمت الخواء

أفقت على اللاّ أمل ؟

هل تطلعت في مُقل الأمهات

قرأت السّؤال بها

و رأيت اِنهيار الكثير من الحلم و الكلمات

رأيت الصفاء الذي لم يعد صافيا

رغبة الشعراء بما يؤنس

حلم الصّبايا

بما يجعل النّبضَ فيهن لا يَـيْبسُ

و هذا السّواد الذي

يتربعُ عرش المقل ؟

الجنون - إذًا - صاحبي

أنْ أظلَّ أنا

رغم ما عِشتُه

و أقول الذي لم تقلْ



(1) ابنا الشاعر عبد الكريم قديفـــة



(2) ابن الشاعر عبد القادر مكاريا


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)