الجزائر

غياب التخطيط سبب فوضى العمران



* email
* facebook
* twitter
* linkedin
تأسف المشاركون في أشغال الملتقى الوطني الأول حول "المدينة الجزائرية، الواقع والتحديات" الذي احتضنه القطب الجامعي تامدة بتيزي وزو أمس، لحالة الفوضى التي تسود العمران بالمدن الجزائرية في وقت اندثرت فيه المدن القديمة، لافتين إلى أنه بالرغم من التطور التكنولوجي فإن مصطلح المدينة الذكية لم تبلغه بعد المدينة في الجزائر في ظل غياب التخطيط الذي فتح المجال لتوسع البناء العشوائي.
الملتقى الذي تحتضنه قاعة المحاضرات بالقطب الجامعي تامدة على مدار يومين، من تنظيم كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية قسم العلوم الاجتماعية، طرح خلاله المشاركون واقع المدينة الجزائرية والتحديات التي تواجهها، حيث أجمعوا على أن التحدي الحالي يكمن في الاستجابة للمتطلبات المتزايدة في مجال السكن من جهة، واحترام الطابع الحضاري والبيئي من جهة أخرى، موضحين أن المدينة التي تعتبر مستقبل الإنسانية، هي المحرك الأساسي للحداثة، والكائن الذي يستطيع أن يتجدد.
وأضاف المتدخلون في اللقاء بأن مشكلة المدينة الجزائرية، مطروحة في إطار التغيرات العمرانية، بالنظر للحضارات المتعاقبة، وصولا إلى الاحتلال الفرنسي، "حيث لم تكن المدينة الجزائرية مكتظة، قبل أن يبدأ وجه المدينة يعرف تغيرات جذرية بعد الاحتلال الفرنسي، بعد أن بدأت عمليات الهدم والتهيئة واندثار المدن القديمة، لتظهر معالم النموذج العمراني الاستعماري بصفة مغايرة تماما لنموذج العمران والطابع الأصلي للمدينة الجزائرية".
كما أشار المحاضرون إلى أن النمو العمراني كان ضمن التحولات التي أحدثت تغييرا شاملا وعميقا في بنية المدينة وتوسع كتلتها الحضرية، بامتدادها في مختلف الاتجاهات، موضحين أن مشكلة العمران في المدنية الجزائرية لم تكن في الماضي ولا في التاريخ، بل بدأت بعد الاستقلال، حيث كان العمران الخاص بالمعمرين في أحسن أحواله، "مدن كبيرة مبنية مع مراعاة الجانب الجمالي والفني، لكن بعد الاستقلال توقف هذا النموذج وهذا التخطيط وتركت المدن لتتوسع بشكل فوضوي، من دون أي هوية معمارية وبدون تنظيم".
كما أوضحوا أن المدن الجزائرية اليوم تضم شقين، شكل قديم متوارث من العهد الاستعماري له هوية وطراز معماري أوروبي، وجزء حديث ليس له أي نمط ولا مخطط، حيث ظهرت أحياء فوضوية لم تمكن المدينة من الاستمرار على الطراز القديم ولا المضي في التجديد، ليتم بعدها التوجه نحو المدن الجديدة، "التي وقعت هي الأخرى في الفوضى".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)