وجه وزير الأشغال العمومية، السيد عمار غول، أمس، إعذارا لمؤسسة "او تي أر أش بي" حثها من خلاله على تسريع وتيرة إنجاز شطر الطريق الوطني رقم 1 على مستوى منطقة سغوان بالمدية، وهددها بسحب المشروع منها وتسليمه للمؤسسة العمومية "كوسيدار"، في حال الإخلال بهذا الالتزام، رافضا أي تأخير في مشروع الطريق السيار شمال – جنوب الذي اعتبره مشروع التحديات الكبرى لبعديه الوطني والقاري، وكذا لتركيبته الجغرافية المعقدة التي استدعت اعتماد خيار المنشآت الكبرى التي تضم جسورا عملاقة و6 أنفاق يصل طولها الإجمالي إلى 14 كلم.
وعبر السيد غول، خلال زيارته الميدانية إلى المقطعين الأولين من مشروع الطريق السيار شمال - جنوب الممتدين بين ولايتي البليدة والمدية، عن استيائه الشديد من الوتيرة البطيئة التي تسير بها أشغال تهيئة ال31 كلم من المقطع الرابط بين مدينة سغوان وقصر البخاري بالمدية، بما فيها أشغال تهيئة المنشآت الفنية التي يشرف عليها مجمع حداد لأشغال الطرق "أو تي أر أش بي"، مسجلا عدم التناغم في وتيرة الأشغال بين المؤسسات المكلفة بإنجاز هذا الشطر من المشروع، الأمر الذي دفعه إلى تهديد المؤسسة المعنية بسحب حصتها من المشروع وتسليمها لشريكها في إطار المجمع الجزائري المشرف على أشغال هذا المقطع.
وحث وزير الأشغال العمومية، من جانب آخر، كافة الهيئات والمؤسسات المكلفة بمتابعة وإنجاز المقطعين اللذين عاينهما أمس والممتدين على مسافة 120 كلم، على تحضير كافة الأجزاء التي تقدمت بها الأشغال لتسليمها خلال الصائفة الجارية ثم العمل على إعداد مخطط تسليم جزئي لمختلف أجزاء المشروع المتبقية.
ووصف الوزير المقطع الأول من مشروع الطريق السيار شمال – جنوب والذي يمتد من منطقة الشفة بالبليدة إلى البرواقية بالمدية على مسافة 53 كلم، بمشروع التحديات الكبرى، وذلك بالنظر إلى التركيبة الجغرافية المعقدة لمسار هذا المقطع والذي تطلب وضع دراسات تقنية دقيقة ومعمقة انتهت إلى تبني خيار المنشآت الفنية الضخمة التي تشمل نحو 60 جسرا و6 أنفاق تخترق جبال الشفة بداية من موقع عنصر القردة، حيث عاين الوزير منطلق أشغال إنجاز النفق الأول الذي يمتد على مسافة تفوق 5 كلم، تنتهي عند مدخل مدينة الحمدانية بولاية المدية.
ولاحظ السيد غول على مستوى مختلف ورشات هذا المقطع الاستراتيجي المستوى المتقدم الذي بلغته عملية إطلاق الأشغال من قبل المجمع الجزائري – الصيني الذي شرع في أعماله رسميا في 29 أفريل الماضي، وذلك طبقا للعقد الذي يشترط من هذا المجمع تشغيل 70 بالمائة من اليد العاملة الجزائرية من أصل ال10 آلاف منصب شغل المقرر أن يستحدثها هذا المشروع الكبير الذي حددت آجال إنجازه ب36 شهرا.
ويعتبر هذا المقطع الذي تصل تكلفته لوحده إلى 85 مليار دينار من أصعب مقاطع الطريق السيار شمال - جنوب الذي يمثل حصة الجزائر من الطريق العابر للصحراء الذي يصل طوله الاجمالي من الجزائر إلى غاية حدود ولاية تمنراست مع مالي والنيجر إلى 2400 كلم.
أما المقطع الثاني الذي وقف عنده وزير الأشغال العمومية فيمتد من البرواقية إلى بوغزول بتراب ولاية المدية على مسافة 70 كلم، ويضم أيضا عددا كبيرا من المنشآت الفنية يصل عددها إلى قرابة 70 منشأة، تتمثل في غالبيتها في جسور وممرات علوية ومنشآت خاصة بأنظمة الري، على اعتبار أن الموقع يعبر منطقة مشبعة بالمياه ويحاذي وادي شلف.
وتقدر تكلفة هذا المقطع الثاني من المشروع ب30 مليار دينار، وهو يضم أجزاء تقدمت بها الأشغال بشكل كبير، بالنظر إلى بساطة تضاريسه، وخاصة على مستوى الجزء الرابط بين قصر البخاري وبوغزول على مسافة 23 كلم، والذي تشرف على أشغال إنجازه المؤسسة العمومية "كوسيدار" التي حثها الوزير على تسليم الأجزاء المتقدمة خلال الصائفة، واستغلال فصل الحر لتسريع وتيرة الأشغال لتسليم الأجزاء المتبقية منه في أقرب الآجال.
كما شدد السيد غول على ضرورة مراعاة الجانب الأمني والوقائي للورشات، وخاصة في المقطع الأول من المشروع، داعيا إلى تعيين مسؤولين اثنين من المجمع الجزائري- الصيني، للإشراف على المهام الأمنية والتأمينية للورشات، دون أن يغفل في الأخير التذكير بضرورة إرفاق الطريق برواق أخضر على الحافتين من خلال تكثيف حملات التشجير بمحيط هذا المشروع الاستراتيجي الهام.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 03/06/2013
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : م بوسلان
المصدر : www.el-massa.com