الجزائر

غلام الله بمنتدى "الشعب"



غلام الله بمنتدى
اعتبر، اليوم، بوعبد الله غلام الله، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، بمنتدى جريدة "الشعب" أن المرجعية الدينية في الجزائر، هي نسق من التراكمات الحضارية والثقافية والعلمية التي أفضت إلى ولادة الشخصية الوطنية بكل ملامحها المبنية على المبادئ السمحاء الرافضة للتطرف والعنف.هذه المنطلقات حالت دون حدوث أي صدام في البناء المتوجه إلى الخلية الأولى في المجتمع ألا وهي الأسرة، التي كانت دائما ذلك الحاجز المانع لأي تصدعات قد تكسّر هذا التماسك وإلحاق الضرر المعنوي به.هكذا، فإن القطيعة بدأت مباشرة عندما وقعنا فريسة التأثيرات الإيديولوجية الخارجية الناجمة عن التعقيدات في الحضور المذهبي الحاد أحيانا والذي يؤدي إلى غايات خطيرة جدا سياسيا واجتماعيا، بحكم ما يحدث في التجارب الأخرى.في هذا السياق، سجل غلام الله تأسفه للثغرات والفجوات الملاحظة في هذا الشأن. والقصد من ذلك، التضارب في المرجعيات والتذبذب في الرموز وإلا كيف يفسر إقدام بعض الناشطين في هذا الحقل، التذكير بما قاله أو كتبه العالم الفلاني في أصقاع أخرى من المعمورة، دون العودة إلى نظرائهم الجزائريين الذين لهم ما يكفي من الكفاءات المعرفية في التعامل مع أي إشكالات دينية تطرح هنا وهناك.هذا التنكر للمستوى العلمي لعلمائنا وعدم الاعتراف بإسهاماتهم في الفكر الإسلامي من قبل بعض النخب المثقفة، ولّد ذلك الفراغ الرهيب في التواصل بين هذه الأوساط في إحياء هذه المرجعيات والاستناد إليها، منها ابن باديس، البشير الإبراهيمي، حماني، ڤاهر، آيت علجت... ممن تركوا بصماتهم في مسار ترقية هذا الفضاء الديني بطرح متوازن، ينشد العقل قبل كل شيء.في هذا السياق، دعا غلام الله لإيجاد الآلية الضرورية لسد هذا الجانب، والتوجه إلى التكفل بالفعل البيداغوجي وهذا بإدراج رؤية جديدة تعطي الأولوية للعقل والعبقرية الجزائرية، وعليه، فإن المدخل الأولي لهذا العمل هو المنظومة التربوية التي عليها أن تكون في مستوى هذه الانشغالات.في هذا الصدد، فإن هناك تفكيرا قويا في هذا الإتجاه وفي نفس الإطار فإن خيارات التكوين يجب أن تنفتح على الشخصية الدينية الجزائرية، مع مراعاة جانب الدراسة في الخارج، وفق تعليمات تكون واضحة في هذا الشأن وهذا على الأقل ما يقلص الانخراط الأعمى والكامل في طروحات تميل إلى إضفاء الطابع السياسي عليها، في حين أن الأولوية هي للجانب العلمي. وتبعا لذلك، فإن النِّتاج الفكري، من كتب ودراسات وغيرها... يتطلب منا إبرازها للناس في كل مناسبة تتاح، خاصة للشباب.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)