الجزائر

غضب وقلق آلاف العائلات العاصمية بسبب انقطاعات المياه والكهرباء بالتزامن مع الحر



غضب وقلق آلاف العائلات العاصمية                                    بسبب انقطاعات المياه والكهرباء بالتزامن مع الحر
صورة من الأرشيف
أحدثت انقطاعات المياه والكهرباء في العديد من بلديات العاصمة خلال الفترات القليلة الماضية حالة من الفوضى والقلق العارم لدى مواطني العاصمة نتيجة عدم حصولهم على هاتين المادتين الحيويتين والأساسيتين للحياة خاصة مع تزامن هذه الانقطاعات مع فصل الصيف وشهر الصيام، في مرحلة لا تزال تتسم بالحرارة الشديدة التي أنهكت المواطنين، ودفعتهم لاستهلاك المياه بشكل كبير .
ويطرح قاطنو الولاية الأولى في البلاد، تساؤلات ملّحة حول الانقطاعات المتكررة للماء وتقاطعها مع أعطال الكهرباء، حيث صاروا رهينة العتمة والعطش، هذا الأخير يشكّل انعدامه شبحا حقيقيا، مولّدا بذلك أزمة خطيرة من نوعها، خصوصا مع امتداد انقطاعات الماء واستمرارها لساعات عديدة طوال الأيام وكذا توالي انعدامها لأيام، مما خلق حالة من طبع اضطراب وامتعاض لدى المواطنين.
هذا وباتت بلديات العاصمة تشبه الأماكن الصحراوية القاحلة أين يطغى الجفاف ويسود الظمأ، فتتجسد صور الحروب والمعارك من أجل الحصول على قطرة ماء لسد العطش، وصار الإقبال كثيفا على الحنفيات العامة، ناهيك عن لجوء البعض إلى الحمامات من أجل جلب المياه والتي حسب المواطنين أرجعتهم إلى الحياة البدائية الأولى، أين كان البحث عن المياه هو الأساس الأول، موضحين بذلك هلاك الكثير بسبب العطش في ظل انعدام مادة الحياة على -حد تعبيرهم -، وهنا تولدت أزمة أخرى، فعمّت الفوضى وقوبلت بالرفض من طرف أصحاب الحمامات ومنعوا منو ملأ الدلاء من عندهم.
وأدت أزمة المياه، سيما في موسمي الحر والعطش إلى تفجير احتجاجات عارمة في بلديات العاصمة وكذا مديريات المياه وغيرها، بالإضافة إلى قطعهم الطرق تعبيرا عن غضبهم الشديد، وجاء هذا بعد عدم استجابة السلطات المعنية لشكاوى المواطنين التي أودعوها لدى المؤسسات السابقة الذكر.
في هذا الصدد عاش سكان حي الصفصافة التابعة لبلدية بئر خادم على وقع الاضطرابات والتململ نتيجة أزمة العطش، حيث أصبحت المياه منقطعة منذ أيام طويلة ولا يأتي الماء إلا لساعة في اليوم، ما جعل الروائح الكريهة تتراكم وتسود مطوّلا. وأضاف مصطفى أحد هؤلاء الغاضبين أنّه بالرغم من الشكاوى المتكررة لدى شركة "سيال" والبلدية، إلاّ أنّ الأمر بقي على حاله ويضيف المتحدث أنّ المسؤولين بالشركة المذكورة أرجعوا السبب إلى انقطاعات الكهرباء، بيد أنّ الوضع غير ذلك، حيث أنّ مقيمي الصفصافة يعانون من المشكل منذ سنوات جمة.
من جهتها، صرحت شركة المياه والتطهير لولاية الجزائر "سيال" بالقبة أنها لا تستطيع الإدلاء بأي توضيحات حول انقطاع المياه تماشيا مع التعليمة الوزارية التي أمرت بعدم التصريح حول هذا الموضوع الذي أنهك المواطنين، وسط تزايد الانتقادات إزاء تعاطي الدوائر المسؤولة مع معضلة ليست بالجديدة وأخذت أبعادها في التشابك والتعقيد.
لعنة الماء تلاحق قرية الشوك بجسر قسنطينة منذ سنتين
أعرب سكان حي قرية الشوك بالسمار التابعة لبلدية جسر قسنطينة بالعاصمة، عن عميق استيائهم إزاء انقطاع الماء عن حيهم بشكل مستمر، واستمراره للعام الثاني على التوالي، وشدّد هؤلاء خلال تحدثهم إلى "السلام" أنّ الوضع المتأزم الذي يعيشونه دون توفر هذه المادة الحيوية لم يستطيعوا تحمله، حيث نفد صبرهم أكثر نتيجة إهمال السلطات المعنية لهم بالرغم من المراسلات العديدة التي قدمها المواطنون للسلطات المحلية منذ أكثر من سنتين على حد تعبير- أهالي الحي -.
وأوضح السكان أنهم يقومون بشراء قارورات الماء المعدنية التي استنزفت جيوبهم خاصة في فصل الصيف الذي يستدعي توفر هذه المادة الحيوية بالرغم من أن السكان يعانون البطالة، وهو الأمر الذي لم يوفر الراحة لهم وأصبحوا يعيشون في صراع عصبي وقالوا بأنهم لا يشعرون بأنهم في وطنهم الأم بل أجانب في ظل عدم حصولهم على أدنى حق من حقوقهم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)