الجزائر

غضب وخذلان!



غضب وخذلان!
ماذا بقي من الإصلاحات التي بشّرت بها وزيرة التربية، بعد تراجعها الآخر أمس، عن العطلة المحددة، أمام ضغط التلاميذ؟.. لا شيء. ويبدو أن الوزيرة وحدها تخوض حروبا بدون سلاح، وقد تخلت عنها الحكومة، التي ألقت بها إلى ساحة الصراعات الإيديولوجية بمفردها.فهل فهمت السيدة الوزيرة أن من تخلوا عنها في حربها الإصلاحية يتطلعون إلى مصالح أخرى غير مصلحة إصلاح المنظومة التربوية، إنهم يتطلعون إلى حصد أصوات الغاضبين والمعادين لمدرسة عصرية، في الانتخابات المقبلة، ولم لا الرئاسية، فخذلوها هي، وخذلتنا!لأعد إلى فضيحة التلفزيون الجزائري الذي شتم من خلاله وزير الخارجية رمطان لعمامرة. فبأي حق تعطى الكلمة لهذا المدعو جعارة، والكل يعرف موقفه مما يحدث في سوريا، وهو أحد المتآمرين على الشعب والجيش السوريين؟ فهل التلفزيون الجزائري هو الآخر متآمر على الرجل؟لعمامرة لم يخطئ في تصريحه حول حلب، وهو قال بصوت عال ما يفكر فيه أغلب الجزائريين، وأستثني من ذلك أتباع المشروع الظلامي، الذين مازالوا يرون في ما يحدث في سوريا ثورة، رغم الخراب الحاصل، ورغم كشف كل أوراق المؤامرة.فهل من الوطنية أن يتآمر سوريون مع ضباط إسرائيليين على جيشهم ووطنهم؟ إسرائيل التي ما زالت تستقبل جرحى داعش والنصرة لعلاجهم في مستشفياتها، وتصرح بالفم المليان بأن الأسد يجب أن يرحل، فبمجرد مطالبة إسرائيل برحيل الأسد وجب الالتفاف حوله، لأن إسرائيل لم تتمن يوما خيرا لشعوبنا، وهي التي أسست على أشلاء أرض اغتصبت من أهلها.لا أدافع عن بشار، ولم أدافع عن القذافي، ولا عن صدام الذي عرض شعبه وبلاده والكويت أيضا للدمار، لكن على الأقل لم نر تحت حكمهم أولياء يرسلون بناتهم الصغيرات ليفجرن أنفسهن في مواطنين أبرياء، مثلما فعل هذا الوحش الذي فخخ ابنته، وفجرها في مخفر الشرطة في دمشق منذ أيام.مهما كانت بشاعة الأنظمة لم تغتصب الحرائر ولم يدمروا ما بنته أوطانهم عقودا من الزمن.فأين الخيانة عندما يقول وزير خارجيتنا إن في حلب انتصرت الدولة وفشل الإرهاب؟ أليس في الجزائر أيضا انتصرت الدولة وفشل الإرهاب؟!وتصريح لعمامرة لم يخرج عن الموقف الجزائري الذي أدان كل ما حدث في سوريا والعراق وليبيا وتونس تحت مسمى الثورة، ووقف ضد أي قرار يدين الدولة السورية في الجامعة العربية.فلماذا يقبل صحفي جزائري بإهانة رجل في مكانة واستقامة ووطنية لعمامرة؟!أم تراه نسي ما عانته الجزائر والثمن الذي دفعه زملاؤه أثناء العشرية الدموية في بلادنا؟


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)