الجزائر

غزوات الرسول ...فتح مكة



لمّا كان من بنود صُلح الحديبية أنّ مَن أراد الدخول في حلف المسلمين دخل، ومَن أراد الدخول في حلف قريش دخل، دخلت خزاعة في عهد الرّسول صلّى الله عليه وسلّم، ودخلت بنو بكر في عهد قريش، وقد كانت بين القبيلتين حروب وثارات قديمة، فأراد بنو بكر أن يصيبوا من خزاعة الثأر القديم، فأغاروا عليها ليلاً، فاقتتلوا، وأصابوا منهم، وأعانت قريش بني بكر بالسّلاح والرجال، فأسرع عمرو بن سالم الخزاعي إلى المدينة، وأخبر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بغدر قريش وحلفائها. وأرادت قريش تفادي الأمر، فأرسلت أبا سفيان إلى المدينة لتجديد الصلح مع المسلمين، ولكن دون جدوى؛ حيث أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم المسلمين بالتّهيؤ والاستعداد، وأعلمهم أنّه سائر إلى مكة، كما أمر بكتم الأمر عن قريش من أجل مباغتتها في دارها. وفي رمضان من السنة الثامنة للهجرة غادر الجيش الإسلامي المدينة إلى مكة، في عشرة آلاف من الرجال بقيادة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، بعد أن استخلف على المدينة أبا ذر الغفاري رضي الله عنه. فدخل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مكة متواضعاً لله الّذي أكرمه بالفتح، وكان قد وزّع جيشه إلى مجموعات، أو كتائب احتياطاً لأيّ مواجهة. ودخل الجيش الإسلامي كلّ حسب موضعه ومهامه، وانهزم مَن أراد المقاومة من قريش، ولم يستطع الصمود أمام القوى المؤمنة، ثمّ دخل رسول الله المسجد الحرام والصّحابة معه، فأقبل إلى الحجر الأسود، فاستلمه، وكان حول البيت ثلاثمائة وستون صنماً، فجعل يطعنها بقوس في يده، ويكسّرها، ويقول: {جاء الحق وزهق الباطل، إنّ الباطل كان زهوقاً} الإسراء:81، {قُلْ جاء الحق وما يُبْدِئ الباطل وما يُعيد} سبأ:49، والأصنام تتساقط على وجوهها، ثمّ طاف بالبيت. ثمّ دعا عثمان بن طلحة، فأخذ منه مفتاح الكعبة، فأمر بها ففتحت، فدخلها فرأى فيها الصور فمحاها، وصلّى بها، ثمّ خرج وقريش صفوفاً ينتظرون ما يصنع، فقال: ''يا معشر قريش، ما ترون أنّي فاعل بكم؟''، قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، قال: ''فإنّي أقول لكم كما قال يوسف لإخوانه: {لا تثريب عليكم اليوم} اذهبوا فأنتم الطلقاء''.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)