غزال“حب أنصار باري لي راجع إلى إدراكهم أن غزال لا يغش، ويقدم كل شيء في سبيل الفوز”

كما كان منتظرا وعلى عادته لم يتأخر عبد القادر غزال في تلبية طلبنا بإجراء حوار معه يخص كل ما يتعلق بمشواره مع نادي باري ومشاركته مع المنتخب الوطني
في المباراة المقبلة أمام منتخب إفريقيا الوسطى، الموعد الذي ينتظره الجمهور الجزائري بشغف كبير متمنيين أن يفك من خلاله غزال عقدة صيامه عن التسجيل، وكما كان مبرمجا حضر غزال في الموعد المحدد معه مسبقا ليجيب عن أسئلتنا بصراحته المعهودة.
بداية كيف هي أحوالك مع ناديك الجديد ؟
أنا على أحسن ما يرام، لياقتي البدنية في حالة جيدة ونفس الشيء بالنسبة لمعنوياتي، فهي عالية في أول موسم لي مع نادي باري، كما ترى أنا ألعب أساسيا مع الفريق وشاركت في جميع المباريات التي لعبناها لحد الآن، إضافة إلى أن النتائج التي حققناها حتى الآن كلها إيجابية وطيبة، والمدرب راضٍ عن أدائي وهذا أهم شيء بالنسبة لي حاليا.
حسب المنصب الذي تلعب فيه، مناصرو باري لا زالوا ينتظرون منك تسجيل الأهداف، ما قولك ؟
من هذه الناحية أعتقد أن المهم هو النتائج التي يحققها الفريق، ولا يهم من يسجل غزال أو لاعب آخر، كلنا نحاول أن نساهم في تحقيق نتائج إيجابية للفريق، سواء عن طريق التسجيل أو التمرير أو الدفاع أو أي مهمة أخرى داخل الملعب، المهم هو النتائج التي يسجلها الفريق، على كل أتمنى التسجيل لكن ذلك لا يعني أي شيء في حال ما إذا خسرنا المباراة، لذلك أفضّل أن نحقق نتائج إيجابية على أن أسجل ونخسر.
ألا يقلقك صيامك عن التسجيل ؟
لا أنا لست قلقا بتاتا، تسجيل الهدف قادم لا محالة، لذلك أنا الآن أركز على تحقيق نتائج جيدة مع الفريق، كما قلت لك ربما سأقلق في حالت ما إذا تعثر الفريق، لكن الصيام عن التسجيل كما تقول لا يقلقني حاليا والهدف سيأتي مع مرور الوقت.
لاحظنا أن أنصار نادي باري دائما ما ينتظرونك خارج الملعب في كل مناسبة تلعبون فيها مباراة رسمية، وحتى في الحصص التدريبية رأيناهم يتجمعون حولك، يا ترى ما هو السبب في ذلك؟
كما تعرف ويعرف الجميع في إيطاليا أن نادي باري يملك عددا كبيرا من المناصرين، أما عن حبهم لي فقد جاء بعدما أدركوا أن غزال لاعب يقدم كل شيء في المباراة من أجل فريقه ولا يلعب بتقاعس ولهذا أعجبوا بهذه الميزة، كما أنهم لاحظوا أنني لا أغش في التدريبات ولا أدّعي الإصابة أو شيئا آخر من هذا القبيل، وأنت تعرف أن الأنصار يلاحظون ويولون اهتماما كبيرا لهذه الأشياء التي يعتبرها البعض تفاصيل بسيطة لكن الأنصار يهتمون كثيرا بها.
وكيف لأنصار باري أن يعرفوك وأنت الذي انضممت إلى فريقهم في هذا الموسم فقط ؟
لأنه ببساطة الموسم الماضي لمّا كنت ألعب في صفوف نادي سيينا قدمت إحدى أحسن مبارياتي أمام نادي باري، وهم لا زالوا يتذكرونها جيدا ويتذكرون من هو عبد القادر غزال.
في الجزائر أيضا الجميع ينتظر منك التسجيل مع المنتخب الوطني، ما قولك؟
أنا كذلك أريد التسجيل ولا أخفي عليك مدى إرادتي القوية وعزمي على تسجيل هدف مع المنتخب الجزائري، ذلك لم يحدث لكن أتمنى أن يتحقق في أقرب وقت، المهم يبقى أن نحقق نتائج جيدة في التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا ولا يهم من يسجل، منحتني الفرصة لأحيي الجمهور الجزائري الذي تصلني رسائله إلى هنا وأنا سعيد بهذا الأمر، أما انتقاده لنا في حال تعثرنا فهذا شيء منطقي ودليل على مدى حبه وتعلقه بمنتخبه.
ما دمنا نتحدث عن المنتخب، كيف تلقيت خبر إصابة زميلك ڤديورة ؟
من المحزن أن نسمع مثل هذه الأخبار، خبر إصابة ڤديورة تلقيته عن طريق أخي الذي أخبرني بها حين وقوعها، على كل سأتصل به لأطمئن على حالته، لكن كن متأكدا أنه سيخرج من هذه الإصابة أقوى مما كان عليه في السابق لأن عدلان يتميز بقوة بدنية ونفسية عالية جدا ستساعده دون أدنى شك على تجاوز هذه الإصابة، وسيعود إلى الميادين في فترة أقل مما يتوقعه الأطباء الآن.
وبالنسبة لزميلك مغني، كيف تعلق على حالته ؟
أتمنى له أن يعود إلى المنتخب الوطني في أقرب وقت ممكن فنحن في حاجة إلى خدماته، المهم أن يستعيد عافيته ويعود إلى ملامسة الكرة، سمعنا مؤخرا عن نزع رقمه في نادي لازيو وتقديمه للاعب آخر، لكن ذلك غير مهم، بالنسبة له المهم أن يجد فريقا يلعب فيه حتى يسترجع إمكاناته كاملة وبعدها أكيد أنه سيختار الفريق الذي يناسبه لأن مؤهلاته تسمح له أن يلعب في أي فريق كان.
وهل تلقيت اتصالا من بن شيخة ؟
نعم لقد اتصل بي وهو مشكور على ذلك.
ما هو الانطباع الذي تركه لديك ؟
الانطباع الذي تركه لي كان جيدا، تحدثنا عن عدة أمور تخص المنتخب بطبيعة الحال، وظهر جليا أن الناخب الوطني جاء بعزيمة تحقيق نتائج جيدة، ومن جهتنا نحن كذلك سنعمل على مساعدته للوصول إلى مبتغانا جميعا وهو التأهل لكأس إفريقيا للأمم المقبلة سنة 2012.
صراحة كيف ترى مشوار التأهل لكأس إفريقيا ؟
ليس هناك شيء سهل، مهمتنا لن تكن خالية من الصعوبات وهذا راجع لأن كرة القدم حاليا لا تعترف بالمنتخبات الصغيرة والكبيرة، لكنها تعترف بالمنتخب الذي يقدم أداء أفضل ومجهودات كبيرة، خصوصا أن كل الفرق التي نواجهها ستعمل على الإطاحة بالمنتخب “المونديالي” الذي تعادل مع المنتخب الانجليزي في جنوب إفريقيا الصائفة الماضية، وهو ما سيدفعهم للعمل على التغلب علينا، لكننا بدورنا عازمون على الدفاع عن سمعتنا العالمية التي وصلنا إليها بعد تضحيات كبيرة ومكنتنا من اقتطاع تأشيرة التأهل لكأس العالم.
كيف ترى مباراتكم المقبلة أمام إفريقيا الوسطى ؟
الوقت سيكون كافيا أمامنا لتحضير هذه المباراة بشكل جيد، إضافة إلى أن أغلب اللاعبين الآن حاضرون بدنيا بشكل جيد بما أننا لعبنا ستًا إلى سبع مباريات مع أنديتنا، إذن العوامل التي ستجري فيها المباراة ستختلف كثيرا عن التي جرت فيها مباراة تنزانيا، أنا متفائل بتحقيق نتيجة إيجابية هناك.
بعض المحلّلين والنقاد في إيطاليا يقولون أن مستواك هذا الموسم أحسن من مستواك الموسم الماضي، ما رأيك ؟
أنا في سيينا أو في أي فريق آخر ألعب بكامل إمكاناتي، ربما هناك بعض العوامل الأخرى التي ساعدتني على تقديم هذا الأداء مع باري لم تكن متوفرة الموسم الماضي مع سيينا، ومن بينها التحضير الجيد الذي قمنا به مثلما قلته لك في أحد الحوارات السابقة، أضف إلى ذلك أن إمكانات النادي كبيرة جدا عكس ما كان في نادي سيينا، والجمهور كبير ومتحمس وزيادة عن كل هذا فالفريق لا يلعب على تفادي النزول وإنما يطمح لشيء أكبر وأفضل.
هل ما زلت تتابع نتائج شبيبة القبائل ؟
طبعا هذا أكيد، وأنا سعيد بها، نتائجها تساعدنا على التخلص من الضغط المفروض علينا في المنتخب الوطني، وكلما تقدّم نتائج طيبة تؤكد أن المنتخب الوطني كان الأجدر بتمثيل إفريقيا في كأس العالم الماضية، وهو الأحق بتمثيله المرة المقبلة.
بماذا تشعر وأنت ترى مناصرًا من باري يطلب منك قميصك في المنتخب الجزائري ؟
إنه أمر مفرح أن تجد مناصرا من إيطاليا يطلب منك قميص المنتخب الجزائري، لكن ذلك لم يحصل إلا بعدما شاركنا في كأس العالم والسمعة الطيبة التي أصبحت تحظى بها كرة القدم الجزائرية على المستوى الإفريقي والعالمي.
ماذا يمكنك القول بخصوص مشوار يبدة مع نادي نابولي ؟
رغم أن يبدة وصل منذ فترة قصيرة إلى نادي نابولي إلا أنه شارك في عدد من المباريات ومع من، مع نادي نابولي الذي يملك السمعة الكبيرة ليس على مستوى إيطاليا أو أوروبا فقط بل على مستوى العالم أيضا، وهذا دليل على أن المدرب يعرف إمكاناته جيدا وحتى يصبح لاعبا أساسيا عليه أن يصبر بعض الوقت وذلك لن يطول كثيرا.
وأين يقضي غزال أوقات فراغه ؟
لا أملك الكثير من أوقات الراحة، كما تعلم الموسم الماضي كان مليئا باللقاءات فإضافة إلى أننا كنا نكافح مع سيينا من أجل البقاء كانت لدينا مباريات قوية مع المنتخب الوطني في التصفيات “المونديالية” وفي منافسة كأس إفريقيا للأمم بأنغولا وفي نهائيات كأس العالم الأخيرة، كل هذا لم يدع لي الوقت الكثير للاستفادة من الراحة، فقد قضيت عطلتي الصيفية في ظرف 15 يوما فقط، وهذا غير كافٍ للاعب يلعب في البطولة الإيطالية، لذلك أنا أستغل أوقات الراحة هذا الموسم لأسترجع بالبقاء في المنزل أحيانا، والجلوس مع الأصدقاء وزملائي في النادي أحيانا أخرى.
بالنسبة للملعب الذي ستلعبون فيه مباراتكم المقبلة مع المنتخب الوطني، أيهما تفضل ملعب البليدة أو ملعب 5 جويلية ؟
بالنسبة لي لا يهم، هذه عبارة عن تفاصيل صغيرة، المهم أن نكون وسط الجمهور الجزائري سواء في البليدة، 5 جويلية أو وهران، أيا كان ذلك المهم أن نسمع أهازيج جمهورنا التي تحمّسنا وتدفعنا لتقديم الأفضل.
هل من كلمة أخيرة ؟
أحيي الجمهور الجزائري الذي أسعد في كل مرة عندما أحييه، وأنا متأكد أنه لن يبخل عليّ بالتشجيع سواء مع فريقي أو مع المنتخب الوطني، لأن تشجيعه خاص ويمنحني شعورا بتقديم الأفضل في كل مرة.