غرداية والرئاسيات؟

الطبقة السياسية مشغولة بكواليس الرئاسيات، والحكومة الموقرة مشغولة بترتيب الحملة الاستباقية للوزير الاول عبد المالك سلال للولايات وأيضا للاستعداد لإعلان ترشح الرئيس بوتفليقة، ووسط هذا التكالب السياسي تترنح غرداية على وقع مشادات منذ ازيد من شهر.بالأمس فقط انتقلت المشادات بين الاباضيين والمالكيين الى بريان، في منحى يوحي بتعفن الاوضاع وعدم جدوى المبادرات التي طرحها الوزير الأول، مبادرة يبدو انها وجهت للأطفال على حد تعبير سلال الذي اقسم بأغلظ الايمان ان ما يجري هو لعب اطفال ولا شئ يدل على ان الصراع طائفي او اجتماعي او سياسي أو بتدخل اجنبي...اذن بالنسبة للحكومة ما يجري هو لعب أطفال وبالنسبة للطبقة السياسية ما يجري في غرداية ليس اولوية في أجندتها والسؤال المطروح هنا: اين المسؤولية الاخلاقية والسياسية التي يفترض ان تتوفر في كل من يدعي خدمة الشعب؟.بعيدا عن تناحر الساسة حول رئاسيات تبدو محسومة النتائج مسبقا، يمكن القول ان ما يجري في غرداية يوحي ان الصراع أعمق مما هو ظاهر في الخطابات الرسمية، ولهذا ما فتئت الامور تتفاقم من يوم لأخرن تنتقل من حي لآخر من منبر لآخر والآن بدأت تجتاز الحدود الوطنية الى المنابر الدولية، ومع ذلك ما يزال اولي الامر منا يجتهدون في تسفيه ما يجري... فهل اضحت غرداية ضحية الرئاسيات القادمة؟. لننتظر.