لله در مَن قال في أصحاب هذه العبودية:فوا فوز عبد عاش بربِّه عليه سمة الرّضوان تحومفهذه الحقيقة ضخمة هائلة وهي من أضخم الحقائق الكونية الّتي لا تستقيم حياة البشر في الأرض بدون إدراكها واستيقانها سواء كانت حياة فرد أم جماعة أم حياة الإنسانية كلّها في جميع أدوارها وأعصارها، ثمّ إنّها تتجلّى في جوانب عديدة ومرامي متعدّدة. إنّ أوّل جانب من جوانب هذه الحقيقة أنّ هناك غاية معيّنة لوجود الجنّ والإنس، تتمثّل في وظيفة من قام بها وأدّاها فقد حقّق غاية وجوده، ومن قصّر فيها أو نكّل عنها فقد أبطل غاية وجوده وأصبح بلا وظيفة وباتت حياته فارغة من القصد، خاوية من معناها الأصيل، الّذي تستمد منه قيمتها الأولى، وقد انفلت من النّاموس الّذي خرج به إلى الوجود، وانتهى إلى الضياع المطلق، الّذي يصيب كلّ كائن ينفلت من ناموس الوجود الّذي يربطه ويحفظه ويكفل له البقاء. هذه الوظيفة المعيّنة الّتي تربط الجنّ والإنس بناموس الوجود، هي العبادة لله وحده، أو هي العبودية لله سبحانه، أن يكون هناك عبد وربّ، عبد يعبُد وربّ يُعبَد، وأن تستقيم حياة العبد كلّها على أساس هذا الاعتبار. ومن ثمّ يبرز الجانب الآخر لتلك الحقيقة الضّخمة، ويتبيّن أنّ مدلول العبادة لابدّ أن يكون أوسع وأشمل من مجرّد إقامة الشّعائر. فالجنّ والإنس لا يقضون حياتهم في إقامة الشّعائر، والله لا يكلّفهم هذا وهو سبحانه يكلّفهم ألوانًا أخرى من النّشاط تستغرق معظم حياتهم، وقد لا نعرف نحن ألوان النّشاط الّتي يكلّفها الجنّ ولكنّنا نعرف حدود النّشاط المطلوب من الإنسان.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 26/02/2015
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : الشيخ الطاهر بدوي
المصدر : www.elkhabar.com