الجزائر


غامبيا
لم تعمر الازمة السياسية التي عاشتها غامبيا على خلفية تمسك الرئيس المنتهية ولايته بالسلطة طويلا لتعود الامور الى نصابها بعد قرار يحيى جامع ترك الحكم لغريمه أداما بارو ومغادرة البلاد في تطور اعتبرته وساطة افريقية "انتصار لخيار السلام عن خيار العنف" ولاقى ترحيبا قويا بالشارع الغامبي.ودخلت غامبيا لعدة أيام في دائرة توتر ومأزق سياسي شديد تطلبت وساطة خارجية وتدخل للمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا ايكواس التي أيدت الحل العسكري لفك الازمة التي نشبت بغامبيا.جامع يعلن بعد أكثر من عقدين من الحكم مغادرة السلطة والبلاد حقنا للدماءبالفعل غادر رئيس غامبيا المنتهية ولايته, يحيى جامع, ليلة أمس السبت العاصمة بانجول إلى كوناكري عاصمة غينيا التي سافر اليها برفقة الرئيس الغيني ألفا كوندي على متن طائرة خاصة تابعة للأخير في حين أقلعت طائرة موريتانية أخرى على متنها أسرة جامع وحاشيته.ومن المقرر ان يستقر جامع الذي ودعته غامبيا بعد أكثر من عقدين من الحكم في منفاه بغينيا الاستوائية بعد اعلانه تنحيه عن السلطة في قرار تمخض بعد محادثات استمرت لساعات توسط فيها الرئيس الموريتاني محمد ولد عزيز والرئيس الغيني ألفا كوندي في بانغول.وكان جامع الذي جاء إلى السلطة في يوليو عام 1994 تعرض للهزيمة في الانتخابات الرئاسية في أول ديسمبر العام الماضي على يدي مرشح المعارضة اداما بارو.وقال جامع في خطاب متلفز امس "لقد قررت اليوم بضمير صاف التخلى عن حكم هذه الأمة العظيمة, مع شعورى بالامتنان لكافة أفراد الشعب".انتقال سلس اذا للسلطة لم تشبه اعمال عنف تعيشه غامبيا في الوقت الراهن والتي سيقودها رئيسها الجديد اداما بارو الذي أدى الخميس اليمين الدستورية, في سفارة بلاده في دكار بالسنغال.يشار الى ان يحيى جامع كان لا يزال متمسكا بالسلطة وقت اداء بارو اليمين الدستورية وعملية تنصيبه حيث اعقبت ذلك دخول قوات من السنغال مدعومة بقوات من غرب افريقيا إلى أراضي غامبيا في عملية عسكرية تحت مظلة "ايكواس" كانت تهدف إلى إجبار جامع على تسليم السلطة.لكن جنود الايكواس اوقفوا التقدم بعدها في أراضي غامبيا وبالتحديد ليلة الجمعة إلى السبت لمنح الفرصة الأخيرة للوساطة الافريقية ولجامع لترك السلطة "سلميا".وأعلن الرئيس الموريتاني, محمد ولد عبد العزيز, امس السبت إن الاتفاق الذي تم التوصل إلى في غامبيا وتنح بموجبه الرئيس المنتهية ولايته يحيى جامع يعد "انتصارا لدعاة السلم على دعاة العنف ومن يقرعون طبول الحرب ظنا منهم أن بوسعهم تسوية هذه المشكلة وفق ذلك الخيار".وهنأ ولد عبد العزيز الرئيسين الغامبيين المنتهية ولايته على تضحيته من أجل مصلحة بلاده ومغادرته لبلاده وكذا المنتخب على منصبه الجديد الذي سيستلمه قريبا حاثا اياه على الالتزام بهذا الاتفاق الذي سيعزز لحمة الشعب الغامبي وسيرسخ الاستقرار والأمن في هذا البلد.الجيش يعلن "الولاء المطلق" لبارو ويدعو للمصالحةأعلن الجيش الغامبي بشكل رسمي امس "الولاء المطلق" للرئيس الجديد أداما بارو واصفا إياه بأنه القائد العام للقوات المسلحة الغامبية وذلك في بيان أصدره الجيش قبيل رحيل الرئيس السابق يحيى جامي عن البلاد.وأكد الجيش في بيان أصدره عقب اجتماع ضم القيادات العسكرية في البلاد وتم توقيعه باسم قائد أركان الجيش عثمان بيرجي حرصه على أن تنتهي الأزمة السياسية في البلاد بطريقة سلمية مشيرا إلى أن ما جرى كان "مأزقا سياسيا" لم يسبق أن حدث مثيل له في تاريخ غامبيا "إذ اجتاحت البلاد موجة من الخوف والقلق تسببت في نزوح جماعي".وشدد الجيش حرصه على تسوية المأزق السياسي الذي وقعت فيه البلاد بطريقة أكثر سلمية وبما يتماشى مع ثقافة التسامح المتجذرة في هذه البلاد ووفق القيم الدينية والتفاهم المتبادل".واستعرض بيان الجيش الغامبي جملة من الإجراءات التي اتخذها من أجل ضمان الأمن خلال الأزمة السياسية التي استمرت قرابة شهرين كوضع نقاط استراتيجية من أجل منع أي تضارب محتمل بين أنصار الأحزاب السياسية مشيرا إلى أن عمليات انتشار الجيش وقوات الأمن في الشوارع خلال الفترة الماضية لم تكن للدفاع عن نظام معين وإنما لحماية المواطنين.بالمقابل دعا الجيش إلى "مصالحة جماعية في غامبيا" مشددا على ضرورة أن يجنح الجميع إلى "المغفرة والنسيان وأن يحتضن الغامبيين بعضهم البعض ويكرسون قيم التعايش التي ميزتهم لقرون".


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)