غارات لا تهدأ وأزمة إنسانية تستفحل

دخل العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة شهره الرابع دون أن تبزغ في الأفق ملامح انفراجة قريبة، حيث تتواصل الأحزمة النارية والغارات عبر الجو والبرّ والبحر مخلّفة مزيدا من الشهداء والمصابين والنازحين الذين يعيشون وضعا إنسانيا كارثيا. وفي الأثناء لا تزال المقاومة الفلسطينية تتصدى لتوغلات الغزاة بضراوة على محاور القتال كافة، بينما يعكف الكيان الغاصب على رسم ملامح قطاع غزة بعد أن تضع الحرب أوزارها.مع دخول عدوانه الغاشم يومه 92، يواصل جيش الاحتلال الصهيوني قصفه على مناطق متفرقة من قطاع غزة عبر البر والبحر والجو، حيثشنت مقاتلاته غارة عنيفة استهدفت منزلا مأهولا بالسكان وسط مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، ما أسفر عن ارتقاء 6 شهداء وإصابة آخرين.
كما واصل الاحتلال قصفه العنيف على مدينة خانيونس، ما أسفر عن ارتقاء شهيد في غارة استهدفت شقة سكنية في حي الأمل، بالتزامن مع استمرار القصف المدفعي على مناطق مختلفة وسط المدينة.
وتسبّب عدوان الاحتلال على المدينة التي تشهد منذ أسابيع اشتباكات ضارية، باستشهاد العشرات خلال الساعات 24 الماضية؛ جراء القصف والغارات المتواصلة.
وفي مخيم المغازي وسط القطاع، قصف طيران الاحتلال منزلا لعائلة أبو هولي، ما أدى إلى وقوع عدد من الشهداء والجرحى، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، كما أطلقت طائرات الاحتلال المسيّرة الرصاص صوب نازحين قرب مدخل قرية المصدر وسط القطاع.
ويرزح النازحون الفلسطينيون تحت وطأة ظروف إنسانية ومعيشية سيئة للغاية، لاسيما مع دخول فصل الشتاء وهطول الأمطار على المخيمات التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.
من جانب آخر، تواصل المقاومة الفلسطينية تصديها لقوات الاحتلال الصهيوني على المحاور كافة، مكبدة إياها خسائر كبيرة في الآليات والأرواح.
وأقرّ جيش الاحتلال بإجلائه أكثر من ألف جريح من قواته الذين أصيبوا في العمليات البرية بقطاع غزة، في حين تشكك صحف صهيونية بأعداد جرحى الجيش المعلن عنها بشكل رسمي. وأفادت تقديرات بارتفاع عدد عساكر الاحتلال المصابين بإعاقات في هذه الحرب إلى أكثر من 12 ألفا.
وفي وقت سابق، اعترف الجيش الصهيوني بارتفاع حصيلة قتلاه إلى 509 منذ بدء الحرب على قطاع غزة، بينهم 172 منذ بدء العملية البرية في قطاع غزة في 27 أكتوبر الماضي.
الحرب تشعل النّار داخل الكيان
يأتي ذلك على ضوء تسريبات عن خلافات حادة بين قادة الاحتلال، حيث شهد اجتماع المجلس الوزاري الصهيوني نشوب خلاف بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير حربه؛ بسبب منع رئيس الحكومة المتطرفة رئيسي الموساد والشاباك من حضور جلسة لحكومة الحرب.
وشهدت الجلسة أيضا توترا حادا بين رئيس أركان جيش الاحتلال، وعدد من الوزراء، الأمر الذي دفع نتنياهو إلى فض الاجتماع الذي كان مقررا لبحث مرحلة "اليوم التالي"، حسب التعبير الصهيوني.
الضفة تئن
هذا وبينما يزداد حجم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة مع استمرارآلة الموت الصهيونية في حصد أرواح الفلسطينيين الأبرياء، تئن الضفة الغربية هي الأخرى تحت بطش الاحتلال وتشهد أعمال عنف يومية تختصرها اقتحامات جيش الاحتلال لمدنها وبلداتها، مع حملة اعتقالات طالت الآلاف، فضلا عن سقوط شهداء.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية باستشهاد فتى وإصابة 7 مواطنين على الأقل بالرصاص الحي، أمس، في بلدة بيت ريما شمال غرب رام الله، وسط الضفة، في كمين نصبه العساكر الصهاينة للشبان.
وكانت القوات الصهيونية اقتحمت البلدة فجرا، وسيرت آلياتها ودورياتها الراجلة في عدة أحياء، وتمركزت في وسط البلدة وفي منطقة البلدية.
وفي بيت لحم، جنوبي الضفة، اقتحمت القوات الصهيونية فجر أمس الجمعة، بلدة بيت فجار من مدخليها الشرقي والغربي، وتمركزت في منطقة مبنى البلدية.
على صعيد الاعتقالات، شهدت خربة حمصة التحتا في الأغوار الشمالية اقتحاما صهيونيا فجر امس، واعتقال شاب، كما جرى اقتحام بلدتي حلحول شمال الخليل ويطا جنوبا.
دمويّون يحكمون الكيان
هذا، وقال وزير التراث الصهيوني إن على الاحتلال "إيجاد طرق مؤلمة أكثر من الموت" بالنسبة للفلسطينيين، وأضاف إنه يجب تشجيع سكان غزة على الهجرة لبلدان أخرى ضمن إجراءات الانتقام منهم.
وكان هذا الوزير الدموي دعا في نوفمبر الماضي إلى قصف غزة بقنبلة نووية ومحوها من على وجه الأرض.
ويأتي تصريحه الجديد وسط دعوات صهيونية إلى تهجير سكان قطاع غزة، وتوطينهم في دول أخرى.
في هذه الأثناء، وعلى وقع المخاوف من اتساع حرب غزة إلى خارجها، بدأ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن جولة تشمل 9 دول، في المنطقة.