اللافت في عملية الاقتراع بمناطق جنوب وشرق العاصمة، هو الإقبال المحسوس للرجال على مكاتب التصويت منذ الساعات الأولى لبداية العملية الانتخابية، حيث وصلت نسبة التصويت بالكاليتوس عند منتصف النهار 17 بالمائة على مستوى بعض مراكز الاقتراع، فيما قدرت هذه النسبة في بلديتي الأربعاء بالبليدة وبراقي في العاصمة ب10 بالمائة عند الساعة التاسعة صباحا، بينما ظل الإقبال محتشما بالنسبة لعنصر النساء في هذه المناطق شبه الريفية، أين اعتادت المرأة على الخروج إلا في الفترة المسائية.
كان مركز الانتخاب رقم 11 ببلدية الأربعاء في ولاية البليدة المخصص للنساء يعج بحركة داخلية صنعتها ممثلات عن الإدارة والأحزاب السياسية، فيما كانت حركة الناخبات في حدود الساعة العاشرة صباحا إلا ربع محتشمة للغاية، ولو أن المركز الذي يضم 9 مكاتب اقتراع، يقع على مرمى حجر من قلب المدينة.
الإقبال المحتشم وقفنا عليه على مستوى مكاتب الاقتراع رقم 03 و05 و07 و01، ما عدا بعض المسنات اللواتي أبين إلا أن يدلين بأصواتهن. وتفيد القراءة التي قدمتها رئيسة المركز، بأن النساء بهذه المنطقة يتفرغن لتحضير وجبة الفطور في الصباح، وفي المساء يقبلن على الإدلاء بأصواتهن، وهي عادة أصبحت معروفة، على نحو ما تضيف. وإلى ذلك يعترف كامل ممثلي الأحزاب بأن العملية انطلقت منذ الساعات الأولى في ظروف عادية ولم يتم تسجيل أي تجاوز أو إثارة للمشاكل.
ولكن على بعد بضع مئات الأمتار، تسود حركة ذؤوبة بمركز الانتخاب رقم 1 للرجال الواقع بقلب مدينة الأربعاء، وبالضبط بمدرسة علي بومنجل، ويضم 10 مكاتب اقتراع.. عندما دخلنا مكتب التصويت رقم 1، لم ننتظر من رئيس المركز ليقدم لنا شهادته عن مدى إقبال المواطنين على صناديق الاقتراع، بل وقفنا على العملية بأنفسنا، على اعتبار أن المركز يقع بقلب المدينة. وبين هؤلاء المواطنين يقول سعيد، رب أسرة، سبق له أن تتلمذ بعلي بومنجل، إنه جاء للقيام بواجبه الوطني استجابة لنداء الرئيس بوتفليقة.
واستنادا إلى أقوال ممثلي الأحزاب السياسية (حزب العمال والتجمع الوطني الديمقراطي وحزب الفجر وحزب الشباب...) فإنه مع بداية الساعة التاسعة صباحا، وصلت نسبة التصويت بالمكتب رقم 1 إلى 10 بالمائة، ويرتقبون أن ترتفع النسبة إلى مستوى قياسي في المساء.
الانطباع نفسه يسكن مواقع ممثلي الأحزاب السياسية وممثلي الإدارة بمركز الانتخاب ذكور أسامر محمد ببلدية الكاليتوس، فهو مركز يضم 12 مكتب اقتراع، يحصي 4732 ناخب انتخب منهم إلى غاية الساعة منتصف النهار 822 شخص، أي بنسبة تصل إلى 17 بالمائة، ويرتقب هؤلاء أن ترتفع النسبة بكثير بعد الظهر. والدليل على ذلك، يقول مسؤول مكتب الاقتراع رقم 20، إن عملية الاقتراع جد متقدمة بهذا المكتب، ووصلت إلى 102 صوت عند منتصف النهار من أصل 379 ناخب مسجل.
ولكن عملية الإقبال ظلت محتشمة إلى حد ما بمركز الانتخاب نساء فضيل الورتيلاني رقم 19 بالكاليتوس، الذي يضم 12 مكتب تصويت ويحصي 4717 مسجل، انتخب منهن إلى غاية الحادية عشر صباحا 194، وهي نسبة قدرت ب10 بالمائة، إلا أن رئيس المركز يرى أن النسبة المئوية هذه عادية، قياسا بالسنوات الفارطة، وكذا على اعتبار أن المنطقة شبه ريفية تعزف فيها المرأة عن التصويت خلال الفترة الصباحية. ولكنه لم يتردد في التنبيه إلى واحدة من الملاحظات التي تم تسجيلها، وهي غياب ممثلي الأحزاب على مستوى مكاتب التصويت والمركز، وفسر ذلك، برفض الشباب الالتحاق بمكاتب ومراكز الانتخاب خشية عدم منحهم مقابل عن اليوم الذي اشتغلوا فيه، وعدم منحهم وجبات الفطور.
وقد قضى مراقبون دوليون من الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية ما يربو عن الساعة بمركز الانتخاب هذا في الكاليتوس، سايروا وعاينوا خلالها ظروف سريان العملية الانتخابية.
كما قدم رئيس مركز الانتخاب بابتدائية علي بلخوجة في براقي ملاحظات عن غياب شبه كلي لممثلي الأحزاب في مكاتب التصويت.
فما وقفنا عليه هناك هو وجود إقبال كبير للشباب على مكاتب التصويت، فيما سجلنا وجود عدد كبير من الشباب ممن يريدون الانتخاب ولكنهم لا يتوفرون على بطاقة الناخب، فبالمكتب رقم 26 بلغ عدد المسجلين 382 صوت، منهم 77 ناخبا في حدود الساعة العاشرة صباحا، بينما بلغ عدد المسجلين بمركز الانتخاب 5158، انتخب منهم 486 ناخب، أي بنسبة تقدر ب10 بالمائة إلى غاية الساعة الحادية عشر.
أما بمركز الانتخاب عيسات إيدير بالحراش الذي يضم 16 مكتب انتخاب، فيحصي 6067 مسجل، انتخب منهم في حدود الساعة التاسعة صباحا 200 ناخب، ووقف على انطلاق العملية الانتخابية مراقبون دوليون عن الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 11/05/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : نوار سوكو
المصدر : www.elkhabar.com