الجزائر

عيشة الكلاب



اتصلت بي جدتي وسألتني إن كان الكلاب يصومون، فقلت لها، طبعا يصومون، لكن صيامهم مجرد عادة ونفاق، وسألتني كذلك إن كانت الكلاب نشيطة في تلك البلاد أم يعتريها الكسل مثل الجزائريين في بلد بوتفليقة، فقلت لها، يا جدتي، ومتى كانت الكلاب هنا مختلفة كثيرا عنكم هناك.. إن لها نفس العادات والتقاليد وتعني السلوكات والثقافات ونفس القيم الهزيلة، مثل الوصولية والرشوة والتنكر والتحول المرتبط بالمصالح والمآرب.. ثم قلت لها، دعيني يا جدتي أخبرك بشيء يهمك وأن بلد الكلاب التي وجدت نفسي فيها يجري فيها سجال وفتنة لا مثيل لهما من سيحكمها بعد عامين، إنهم أيضا هنا يتصارعون من أجل الكرسي والحكم.. وأن الانتخابات الرئاسية عندهم ستجري بعد عامين أي في سنة 2015 سنة بعد التي من المفترض أن تجري في بلدنا يا جدتي.. ولقد وجدت عند بعضهم فضولا كبيرا حول ما يجري وسيجري عندنا فيما يتعلق بالإنتخابات، خاصة وأن الوضع أصبح غامضا حول صحة بوتفليقة الذي كان يتمنى أن يخرج الجزائريون والجزائريات ليفوطوا عليه عهدة رابعة، وهذا ما أثار حربا خفية لم يعد الجزائريون يعرفون من يديرها أو يقف خلفها، أم من أصبح صاحب الثقل والكلمة الفاصلة... ولقد قلت لهم يا جدتي ما تردده الصحافة وأصحاب الصالونات لكنني بيني وبين نفسي، كنت لا أثق في كل ما تقوله الصحافة التي أصبح لأصحابها عقولا صغيرة، ولا يهمهم سوى الصراع على الفتات والريوع ضاربين عرض الحائط بشرف المهنة وأخلاق السياسة.. وقلت لهم يا جدتي إن الشعب الجزائري، وذلك دون قصد، أصبح يعيش عيشة الكلاب، فغضبوا واتهموني بالحط من شأنهم ووصفوني بالعنصري، فاعتذرت، وقلت معكم حق، يا ليتنا نحن الجزائريون نصل ذات يوم إلى معيشة كلاب أمثالكم..


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)