تزامن إحياء العيد العالمي للعمال هذه السنة في الجزائر مع حملة الانتخابات التشريعية 2012 التي تعد موعدا حاسما للبلاد، إضافة إلى التحضيرات الجارية للاحتفال بالذكرى الخمسين للاستقلال الوطني، كما جاء الاحتفال في ظرف استثنائي تميزه الجهود التي تبذلها الدولة لتحسين الظروف الاجتماعية والمهنية للعمال بصفة عامة والشروع في مسار إصلاحات سياسية لتعزيز الخيار الديمقراطي للبلاد.
وبهذه المناسبة، أكد الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين، السيد عبد المجيد سيدي السعيد، أمس بتمنراست، أن الجزائر دولة واقفة بكل عمالها ورجالها من أجل حمايتها.
وأوضح السيد سيدي السعيد في كلمة ألقاها بالمركز الجامعي ''الحاج موسى آق أخاموك'' بمناسبة إحياء اليوم العالمي للعمال الذي احتضنت تمنراست هذه السنة الاحتفال الرسمي به، أن الجزائر ''دولة واقفة بكل عمالها ورجالها من أجل حمايتها'' وأنها (الجزائر) ''لن تتزعزع جراء ما يحاك لها من الخارج'' وأن ''المحاولات الرامية إلى ضرب استقرارها لن تزيد الشعب الجزائري إلا تلاحما".
كما نوه الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين خلال هذا الحفل، الذي حضره أيضا وزير الموارد المائية السيد عبد المالك سلال وأعيان ولاية تمنراست وجموع من العمال والنقابيين، ب''المكانة التاريخية التي تتميز بها هذه الولاية العريقة''، داعيا إلى ''الوقوف وقفة إجلال'' لأحد رموز منطقة الأه'ار في التضحية من أجل الوطن وهو الفقيد الحاج موسى آق أخاموك.
وأشاد السيد سيدي السعيد ب''التفاعل الدائم'' لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة مع ''انشغالات العمال ودفاعه عن قضايا الطبقة الشغيلة". وثمن الأمين العام للمركزية النقابية ''الدور الكبير'' الذي يقوم به العمال بولاية تمنراست من أجل الدفع بعجلة التنمية الاقتصادية وتجسيد مختلف البرامج التنموية التي كان لها ''الأثر الإيجابي الكبير على كافة المستويات". ودعا السيد سيدي السعيد -من جهة أخرى- العمال للمشاركة ''القوية''، من أجل إنجاح تشريعيات ال 10 ماي الجاري ''وإعطاء دروس لكل من يتربص بالجزائر''، مشيرا إلى أن المشاركة ''المكثفة'' للعمال في هذا الاقتراع ستكون ''بمثابة رد الجميل لرئيسهم، السيد عبد العزيز بوتفليقة".
من جهته؛ ثمن وزير الموارد المائية، السيد عبد المالك سلال، في كلمة ألقاها في هذا الحفل ما يقوم به الاتحاد العام للعمال الجزائريين ''من أجل حماية مصالح العمال'' داعيا هذه الفئة الحية إلى ''العمل بكل جدية'' من أجل تحقيق المزيد من التنمية الفعلية.
وأثنى السيد سلال -في هذا السياق- على ما قدمه العمال الجزائريون من ''جهود وتفان في العمل'' من أجل ايصال الماء الشروب إلى مدينة تمنراست.
وقد أحيت ولايات الوطن هذه المناسبة على غرار ولايات وسط البلاد، حيث تم تنظيم عدة تظاهرات رياضية وثقافية متنوعة مع الترحم على أرواح الشهداء.
فبولايتي البليدة وعين الدفلى نظم صبيحة أمس سباق لسعاة البريد انطلق من مقري الولايتين وصولا إلى مقري مديريتي البريد، واختتمت التظاهرة التي شكلت فرصة للالتقاء والتعارف بين سعاة البريد من مختلف بلديات الولايتين بتكريم المتفوقين.
وبولاية البويرة؛ تم تدشين عدة مشاريع وهياكل تخص قطاع الطاقة والمناجم، حيث أشرف والي الولاية السيد علي بوقرة ببلدية بئر أغبالو رفقة الرئيس المدير العام لشركة توزيع الكهرباء والغاز على وضع حيز التشغيل المحول الكهربائي 3060 كيلوفولط لنقل الكهرباء للتوتر العالي.
وسيقوم هذا المحول بتدعيم وتأمين شبكة التوزيع والربط بالكهرباء ل7 بلديات بولاية البويرة و16 بلدية بولاية المدية، إضافة إلى تحسين نوعية الخدمات المقدمة للزبائن في المناطق الريفية وكذا تخفيف الضغط على المحول الكهربائي الكائن بمدينة البويرة.
كما يستغل هذا المحول في الاستثمار ويسمح بتفادي عملية الانقطاع المتكرر للكهرباء على مستوى ذات البلدية وعلى وجه الخصوص في فصل الصيف.
وكلف هذا المشروع خزينة الدولة مبلغ 859 مليون دج وأنجز من طرف شركة بوسنية في ظرف سنتين.
من جهة أخرى؛ تم بدار الثقافة ''علي زعموم'' بالولاية تقديم عرض حال حول البرنامج التكميلي لربط 3017 منزل بالقرى والمداشر بشبكة الغاز الطبيعي برسم البرنامج التكميلي للمتابعة والدعم 2005-2009 والذي رصد له مبلغ 220 مليون دج، كما أعطيت إشارة انطلاق أشغال للشركات المكلفة بإنجازه.
أما بولاية الجلفة؛ فقد بادر الفرع المحلي للاتحاد العام للعمال الجزائريين بتكريم عدد من المتقاعدين في احتفالية رمزية نظمت بمقر الولاية بحضور السلطات المدنية والعسكرية والمنتخبين المحليين.
ونوه السيد برادعي المسعود على هامش توزيع الهدايا والشهادات الشرفية على عدد من المتقاعدين في قطاعات مختلفة بهذه المبادرة التي ''تأتي في ظرف عزيز والجزائر مقبلة على انتخابات مصيرية''، مضيفا أن العمال ''عليهم واجب أكثر من وقت مضى للمشاركة في إنجاح العرس الوطني''.ويأتي الاحتفال بالفاتح ماي 2012 في ظرف دولي خاص يتميز بسلسلة الثورات التي شهدتها عدة بلدان عربية، أفضت إلى تغييرات في بعض الأنظمة، إضافة إلى الأزمة الاقتصادية الحادة التي لا زالت تهز حتى الاقتصاديات الأكثر تقدما من خلال البطالة، التي تمس ملايين الأشخاص عبر العالم.
ومن هذا الباب يشكل هذا التاريخ فرصة لإعداد حصيلة العديد من المكاسب التي حققها العمال الجزائريون خلال السنوات الماضية، لا سيما في مجال تثمين الأجور سواء بالنسبة للقطاع العمومي أو الخاص. وبهذه المناسبة؛ يجب التنويه بأجيال العمال الجزائريين الذين كرسوا حياتهم لبناء جزائر مستقلة وذات سيادة. وستمجد هذه التضحيات الجسام بمناسبة إحياء الذكرى الخمسين للاستقلال الوطني الذي انتزع يوم 5 جويلية .1962
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 01/05/2012
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : م خ
المصدر : www.el-massa.com