الجزائر

عيد الأضحى ببومرداس يعيد اللّحمة بين العائلات



عيد الأضحى ببومرداس يعيد اللّحمة بين العائلات
شكّلت مناسبة عيد الأضحى المبارك ببومرداس فرصة اجتماعية ودينية مهمة للعائلات لتجديد صلات التلاحم والتراحم بين الأقارب، فبعد يوم أول استغلّه المواطنون في أداء الصلاة وذبح الأضحية، بدأت أمس صباحا حركة مكثفة لتبادل الزيارات واستغلال اليوم الثاني من العيد للقيام بهذا الواجب وسط أجواء فرح وابتهاج للأطفال الذين صنعوا الاستثناء لأيام مع كباش العيد، ومراقبة صارمة من قبل مصالح الأمن التي أعدت مخططا خاصة بالمناسبة.باستثناء بعض المحلات التجارية والبقالات المعنية بضمان المداومة أيام العيد لتوفير المواد الأساسية كمادة الخبز، محطات البنزين ونقل المسافرين، كان من الطبيعي أن تظهر الأحياء عبر مدن بومرداس شبه خاوية من النشاطات تماشيا ورمزية المناسبة السنوية التي يتم استغلالها في زيارة الأهل والأقارب، فما عدا عدد قليل من حافلات النقل التي ضمنت البرنامج عبر الخطوط الداخلية وما بين الولايات باتجاه تيزي وز والعاصمة، عمد بقية المواطنين إلى وسائلهم الخاصة للتنقل واستباق الزمن خاصة بالنسبة للعمال والموظفين الذين استفادوا من عطلة محدودة ليومين عكس مناسبة عيد الفطر السابق التي كانت مطولة.رغم ذلك تبقى بعض مظاهر عدم احترام عملية تزويد البقالات بمادة الحليب السمة المتكررة خلال كل مناسبة، فمن النادر مثلا ملاحظة أيام العيد شاحنة توزيع الحليب تجوب مدن بومرداس، والشيء القليل الذي تم توزيعه كان عشية العيد وسط طوابير طويلة إدراكا من المواطن، إنّه من المستحيل التزود بهذه المادة الحيوية خلال اليومين المقبلين. الاشتراك في “العجل”..عملية تضامنية لمواجهة السماسرة عملية الاشتراك بين مجموعة من الأفراد وحتى داخل العائلة الواحدة كبيرة العدد لذبح عجل، ظاهرة بدأت تتوسع خلال السنوات الأخيرة ببومرداس كشكل من أشكال التضامن الاجتماعي، وكتعبير عن رفض ضمني لهيمنة السماسرة على سوق الكباش والارتفاع الفاحش في أسعارها كل سنة على الرغم من تراجعها الكبير هذه السنة بنقاط البيع المنتشرة بعدة نقاط على المستوى الولائي، الأمر الذي دفع بالمواطنين إلى تغيير الإستراتيجية وعادات الذبح دون أن تفقد المناسبة نكهتها المعهودة باللجوء إلى ذبح عجل وتقاسم لحومه بتجمع أفراد العائلة للقيام بهذه الشعيرة الدينية وسط فرحة كبيرة للأطفال.وفي ردود جمعتها “الشعب” لدى عدد من المواطنين الذين لجئوا إلى هذه العملية التضامنية، كان الإجماع واضحا هو “تعبير عن الرفض” أو تنديد بطريقة أخرى عن ظاهرة غلاء أسعار كباش العيد واحتكار السماسرة لهذه التجارة رغم تأكيدات الموالين في بعض الولايات الداخلية “أن سعر الأضحية في متناول الجميع ولا يتجاوز سعرها في الغالب 35 ألف دينار مقابل أزيد من 60 ألف دينار محليا”، كما أن عملية الاشتراك في عجل تتراوح ما بين 30 ألف إلى 40 ألف دينار حسب السعر وعدد المشتركين فيه يعلق مواطن تاجر في الماشية، أكّد ل “الشعب”، أن عملية الاشتراك التي تشهد اتساعا سنة بعد أخرى كانت بمثابة الضربة القاسمة للسماسرة هذه السنة بتسجيل تراجع كبير في اقتناء الكباش بالخصوص في القرى، بالإضافة إلى ميزات اجتماعية أخرى تضامنية مع الفقراء وتفضيل الكثير من المواطنين وكبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة لحوم العجول على الكباش بسبب الكوليستيرول والشحوم الزائدة، ناهيك عن الحصة المعتبرة.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)