عندما أقرأ ما نقلته وسائل الإعلام من تصريحات لأحد أعضاء جهاز من أجهزة السلطة اسمه ''الراندو'' والذين دخلوا السياسة بالتعيين، أحس أنني أتابع فيلما من أفلام الجوسسة، حيث الريبة والخيانات والمؤامرات المتتالية. وفعلا قد يكون ذلك هو عالم خدام السلطة!
لقد نقل عن هذا الشخص قوله: ''هذه الجهات التي لا تظهر إلا عبر أعمدة الصحافة تعمل على تنفيذ تعليمات جهات خارجية لا ترغب في استقرار الجزائر''.
السلطة تمنع النشاط السياسي وتكتفي بأجهزة توزع الأدوار في احتلال الهويات السياسية ثم تلوم من يعارضها أنه يستخدم وسائل الإعلام ولا يظهر إلا عبرها. هامش الحرية المتوفر في بعض الصحف هو مصدر من مصادر الفخر القليلة في جزائر اليوم. إن فشل السلطة هو أكبر عميل للمصالح الخارجية وليس من يعارض هذا الفشل.
ويتحدث هذا الشخص عن ''المشككين في جدية الإصلاحات التي باشرتها الدولة''، أي إصلاحات؟ لماذا لم تقفوا ضد العبث بالدستور؟
وأوضح له أن الدولة غير السلطة، أو على الأقل مفترض أن تشتمل الدولة على السلطة ولكنها ليست السلطة فقط، وهذا الخلط هو أحد الإشكاليات التي ينبغي الخروج منها نهائيا. لكن هذه السلطة لا تريد ولا تستطيع بناء الجمهورية الجزائرية المتخلصة من الطابع الكولونيالي والتي يكون فيها الشعب الطرف الأساسي في معادلة الحكم!
نحن نحب الجزائر ليس لأننا نستفيد منها، لهذا كفوا عن استخدام تقنيات التخوين في وجه كل من يقول نصف كلمة وكل من يحاول، في إطار القانون، لوم سلطة عاجزة وعجزها بائن بينونة كبرى. أخرجوا من الفنادق والقاعات المكيفة، تحدثوا مع هذه الآلاف المؤلفة من الشباب العاطل عن العمل من خريجي الجامعات، قابلوا الجزائريين الذين يعانون منذ أيام الاستقلال على أطراف المدن والذين انضافت لهم ملايين أخرى من المحرومين. هل التعاطف مع آهات هؤلاء في حاجة لإيعاز خارجي؟ تلك ثقافتكم ربما!
إما أن يكون الإعلامي أو السياسي المعارض أعمى وأصم وشيطانا أخرس أو أنه عميل.. عيب والله عيب! غيروا على الأقل هذه الكليشيهات المهترئة.. أو أخرجوا من جرحنا.. على قول درويش.
mostafahemissi@hotmail.com
المرض مشخص يا سى مصطفى المشكل الوصفة والجرعة
خنوف نورالدين - استاد - الطاهير - الجزائر
26/06/2011 - 16314
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 16/06/2011
مضاف من طرف : sofiane
صاحب المقال : مصطفى هميسي
المصدر : www.elkhabar.com