عاد الهدوء أمس إلى مدينة بريان ومناطق متفرقة من ولاية غرداية بعد المناوشات العنيفة التي اندلعت بين شباب هذه المنطقة وخلفت مقتل شخصين حسب مصادر رسمية. من جهتهم حثّ أئمة المساجد أمس على"نبذ العنف" محذّرين "الشباب من الوقوع بين أيدي من يريدون السوء للبلاد والعباد تحت غطاء الخلافات المذهبية، ودعا خطباء الجمعة "الجميع على اختلاف انتماءاتهم إلى التحلي بالمسؤولية وأن يكونوا أداة بناء وليس أداة هدم".وسمح تدخل عناصر قوات الدرك الوطني بالسيطرة على الوضع في مواقع الاحتكاكات بعد استعمال قنابل الغازات المسيلة للدموع لتفريق المتنازعين، ويسود حاليا هدوء حذر في أغلب نقاط التماس بين العرب والميزابيين. وتم وضع جهاز أمني هام مشكّل أساسا من الدرك الوطني والشرطة حيث جرى نشر فرق التدخل السريع عبر مختلف المناطق في مدينتي غرداية وبريان بغرض التحكم في الوضع.وضاعف أعيان وأعضاء المجتمع المدني المحلي نداءات لتهدئة النفوس والتعقل في الوقت الذي مازالت فيه بعض المجموعات المحدودة تتحرك دون اندلاع مناوشات. وأكد أمس أعيان مدينة بريان في اتصال مع "البلاد" أنه منذ اندلاع المواجهات تم تجنيد شباب من المذهبين لحراسة وضمان أمن المساجد ودور العبادة، إضافة إلى لجان اليقظة التي تراقب الوضع "ولم يتم المساس بأي مسجد" على خلفية أن من يرتكب هذا الفعل "يكون منبوذا ويعاقب بشدة وصرامة ودون تسامح مهما كان انتماؤه". وأوضحت مصادر متطابقة أن الأوضاع عادت إلى وضعها الطبيعي منذ يوم الخميس تحت أنظار القوات الأمنية التي تتواجد بكثافة، حيث كشفت المصادر أن بريان شهدت تعزيزات من الشرطة والدرك الوطني من ثلاث ولايات هي الأغواط والجلفة وورڤلة، إضافة من مركز الولاية غرداية. ونفى أعيان من المنطقة أن تكون الأزمة بالمنطقة مذهبية، وراح يقول إن المذهبين الإباضي والمالكي بريئان من هذه الأحداث التي تشتعل في كل مرة، وأضاف أن أفكار المذهبين متقاربة مع تسجيل بعض الفروقات الفقهية، معتبرين المشكلة لا علاقة لها بالمذهب الديني. وعلى صعيد متصل بتداعيات الأحداث كشفت مصادر قضائية عن إيداع سبعة أشخاص ممن يشتبه في ضلوعهم في الاشتباكات التي شهدتها بريان مطلع الأسبوع المنقضي الحبس وذلك من قبل قاضي التحقيق لدى محكمة ذات المدينة. ويتابع هؤلاء الأشخاص بتهم "التجمهر المسلح في طريق عمومي" و"التخريب والحرق العمدي ومحاولة سرقة ممتلكات عمومية وخاصة" و"الاعتداء على أعوان حفظ النظام وهم في مهمة" وذلك طبقا للمادتين 88 و97 من قانون الإجراءات الجزائية. كما أحيل تسعة أشخاص آخرين أمام قاضي التحقيق لدى محكمة بريان لنفس التهم والذين وضعوا تحت الرقابة القضائية. وتم توقيف 16 شخصا من قبل مصالح الأمن ممن شاركوا في هذه الاشتباكات التي حدثت يومي الأحد والإثنين الماضيين حيث تمت هذه التوقيفات في ظل احترام قوانين الجمهورية المتعلقة بحقوق الإنسان كما أشير إليه. وذكر المصدر أن هؤلاء الأشخاص قد ألقي القبض عليهم وهم في حالة تلبس بالطريق العمومي عندما كانوا يرشقون أعوان حفظ الأمن بالحجارة وبمقذوفات أخرى. وخلال تلك الأحداث تعرض شابان في العشرينات من العمر لجروح مميتة وأصيب نحو عشرة من أعوان الشرطة والحماية المدنية بجروح. وقد عاد الهدوء تدريجيا منذ نهاية الأسبوع إلى المنطقة بعد نشر تعزيزات لوحدات الدرك الوطني المجندة لوضع حد للمناوشات وتأمين السكان ومستعملي الطريق الوطني رقم 1 العابر لمدينة بريان قبل أن تتدعم باستئناف أعوان حفظ النظام التابعين للشرطة بعد حركتهم الاجتجاجية.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 17/10/2014
مضاف من طرف : presse-algerie
صاحب المقال : بهاء الدين م
المصدر : www.elbilad.net