الجزائر

عودة الحلويات التقليدية وماكثات بالبيت يستنجدن بالحلويات الجاهزة ارتفاع أسعار المواد الأولية وضيق الوقت وراء الظاهرة



تشكل حلوى العيد تقليدا راسخا لدى العائلات الجزائرية، حيث تدخل ربات البيوت في سباق مع الزمن بمجرد دخول العشر الأواخر من الشهر الفضيل لتحضير أنواع عدة من الحلويات، التي يفضل أن تكون تقليدية.. حيث تحرص النساء على أن تكون المائدة صبيحة عيد الفطر جامعة لأكثر من نوع. غير أنه في السنوات الأخيرة عرف الشارع الجزائري ظاهرة اقتناء حلويات العيد جاهزة من المحلات والمخابز أو شرائها من عند سيدات محترفات في تحضيرها.جولة خفيفة إلى محلات بيع الحلويات بمختلف شوارع العاصمة، تكشف لنا أن السعر لم يعد عائقا في وجه السيدات لشراء الحلويات جاهزة، فسعر القطعة الواحدة تتراوح بين 50 و 80 دج. لكن رغم ذلك فإن الطلب عليها يزداد خاصة في الأيام الأخيرة من شهر الصيام، ونجد أن أكبر المقبلات على شراء الحلوى الجاهزة هن النساء الماكثات في البيت. وتبرر نسوة هذا الإقبال بارتفاع تكاليف تحضر الحلويات ومستلزمات الإعداد، واختصارا للجهد والوقت تقدم سيدات على طلبها مباشرة جاهزة، فإذا كانت الموظفات مجبرات تحت ضغط الوقت على شراء الحلويات جاهزة من المتاجر، فإن ربات البيوت يعزين ذلك إلى ارتفاع تكاليف التحضير التي تعادل تكاليف الشراء.. فلماذا إضاعة الجهد والوقت، خاصة أن العملية تتزامن مع الأيام الأخيرة لشهر الصيام، حيث تنشغل السيدات بتنظيف البيوت والاستعداد للعيد، حيث يستقبل الضيوف من الأقارب والأصدقاء. وأكدت بعض السيدات من اللواتي التقيناهن عند بائعي الحلويات أن تزامن شهر الصيام مع موسم الحرارة وعطلة الأطفال يجعل عملية تحضير الحلويات في البيوت مستحيلة، خاصة مع ارتفاع درجة الحرارة وشغب الأطفال.
من جهة أخرى، يؤكد صاحب محل بيع الحلويات في الدرارية، أنه يدخل في سباق مع الزمن لتحضير أزيد من ألفي حبة حلوى، ويزداد الطلب في أيام العيد على أنواع معينة، خاصة منها التقليدية مثل المقروط والتشراك والبقلاوة والدزيريات والمخبز وغيرها.
ويؤكد صاحب المحل أن ظاهرة إقبال السيدات على شراء الحلويات جاهزة، زيادة على ارتفاع نسبة النساء العاملات خارج البيوت يشكل غلاء وارتفاع أسعار المواد المستعملة في إعداد الحلويات والتي تقارب تكلفة الشراء، لذا تفضل أغلب السيدات اختصار الجهد والوقت.
في السياق، يؤكد محمد الأمين، صاحب محل مستلزمات صناعة الحلويات، أن الأسعار قفزت إلى مستويات قياسية هذا العام، فاللوز مثلا يتراوح سعره ما بين 1200 و1800 دج للكلغ، والفول السوداني يتراوح سعره بين 350 و380 دج للكيلوغرام، و جوز الهند تعدي سعره حدود 600 دج، ما دفع بالعديد من السيدات إلى هجرة المحلات والعودة إلى الحلويات التقليدية والبسيطة التي لا تتطلب الكثير لإعدادها، وفي مقدمتها الغريبية وحلوة الطابع والكروكي، وغيرها بوصفها حلويات اقتصادية وبسيطة لا تتطلب الكثير من المستلزمات لإعدادها.
صاحب محل للحلويات التقليدية مشهور جدا بأحد شوارع بلوزداد، محاذاة السوق اليومي، تقصده النساء بكثرة، يقول إن زبوناته من النساء العاملات وحتى الماكثات في البيت، وقد زادت شهرته لأنه يبيع الحبة ب20 دج، ويشهد محله حركة دائمة وإقبالا كبيرا، خاصة على أنواع معينة من الحلويات التقليدية مثل حلوة الطابع والنقاش والصابلي وغيرها .
غير أن بعض النساء يفضلن تحضير الحلويات في البيت حتى لو كانت بكميات ليست كبيرة، لكن ”فال العواشير” كما تقول إحداهن، يدفعها لإعداد حلويات في بيتها و رائحة الحلوى يجب أن تعبق البيت، وهي تختار توقيت ما بعد الإفطار إلى غاية السحور للقيام بذلك. تقول ”في هذا التوقيت يكون الأطفال نيام وحرارة الجو نزلت نوعا ما، وهكذا أعمل على راحتي دون إزعاج ولا ضغط، وهي العملية التي تستغرق في الغالب 3 أو 4 أيام أعد فيها بين 5 و 7 أنواع من الحلويات، فزيادة على ما يستهلكه الأولاد أحمل البقية لبيت أهلي وأهل زوجي والإخوة و الأخوات والجيران أيضا”.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)