عواصم البحر الأبيض المتوسط للثقافة والحوار: احتفال بالهوية والتعاون

تتميز منطقة البحر الأبيض المتوسط الإقليمية بتراث غني ومتنوع، تشكّل عبر قرون من التبادل الثقافي. فهي بوتقة تنصهر فيها اللغات والتقاليد، وتتشارك فيها الشعوب إرثًا عميقًا وشعورًا قويًا بالهوية والانتماء. واليوم، يواصل هذا الإرث إلهام قيمنا وطموحاتنا المشتركة، مذكرًا إيانا بأهمية بناء الجسور وتعزيز التفاهم بين الثقافات.

في هذا السياق، أطلق الدول الأعضاء الـ43 في الاتحاد من أجل المتوسط مبادرة "عواصم البحر الأبيض المتوسط للثقافة والحوار" خلال المنتدى الإقليمي السابع في نوفمبر 2022، بدعم من مؤسسة آنا ليند.

مبادرة ولدت من إرادة جماعية
جاءت هذه المبادرة استجابة لدعوة وزراء الثقافة في المنطقة الأورومتوسطية في 17 يونيو 2022 في نابولي، وتوصيات أكثر من 200 شاب من ممثلي المجتمع المدني خلال منتدى العوالم المتوسطية في مرسيليا في فبراير 2022. تهدف المبادرة إلى تعزيز التنوع الثقافي والهوية المشتركة، وتسهم في تحسين التفاهم المتبادل بين شعوب المنطقة. وفي عام 2025، تم اختيار الإسكندرية (مصر) وتيرانا (ألبانيا) كأولى العواصم، معلنة بداية احتفال سنوي يسلط الضوء على مدينتين – واحدة من الشمال وأخرى من الجنوب – كل عام.

الأهداف: الاحتفاء وتعزيز الروابط
تسعى مبادرة عواصم البحر الأبيض المتوسط للثقافة والحوار إلى:

إبراز التنوع الثقافي والتراث المشترك للمنطقة.
تعزيز التفاهم المتبادل من خلال برامج ثقافية وتعليمية واقتصادية اجتماعية.
تقوية التعاون بين مدن الضفتين عبر التبادلات والشراكات.
تقدم المدن المختارة سنويًا برنامجًا غنيًا بالفعاليات – مؤتمرات، مهرجانات فنية، أنشطة رياضية – بمشاركة المجتمع المدني، مع انعكاس واضح للبعد الأورومتوسطي. ولعام 2026، فتح باب الترشح بالفعل، مانحًا فرصة جديدة لمدن المتوسط للتألق.

شروط المشاركة
للتنافس على لقب "عاصمة البحر الأبيض المتوسط للثقافة والحوار"، يجب على المدن المتقدمة الالتزام بمعايير محددة وضعتها الاتحاد من أجل المتوسط ومؤسسة آنا ليند:

الأهلية
الموقع: يمكن لأي إدارة محلية أو إقليمية تقع ضمن الدول الأعضاء الـ43 في الاتحاد من أجل المتوسط، سواء كانت ساحلية أو داخلية، التقدم بطلب.
الترشح المستقل: تقدم كل مدينة ترشيحها بشكل منفصل، مع تشجيع التعاون لاحقًا مع المدينة المختارة من الضفة الأخرى، ويجب ذكر أي اتفاق تعاون مسبق.
معايير الاختيار
البعد الأورومتوسطي: يجب أن يعالج البرنامج المقترح التحديات الإقليمية التي حددها الاتحاد من أجل المتوسط، وأن يشمل فنانين وفاعلين ثقافيين من المنطقة، ويسعى لشراكات دولية.
مشاركة المجتمع المدني: تعتبر المشاركة الفعالة للمنظمات المحلية في تصميم وتنفيذ الأنشطة عاملًا حاسمًا، مع تقدير التعاون مع منظمة واحدة على الأقل من شبكات مؤسسة آنا ليند الوطنية.
جودة البرنامج: يجب أن تتضمن الترشيحات أنشطة متنوعة وعالية الجودة، تجمع بين تعزيز التراث المحلي (المادي وغير المادي) ودعم المجالات الثقافية والإبداعية المعاصرة.
الابتكار: يُعد استخدام الأدوات الرقمية المبتكرة والمنهجيات الإبداعية ميزة إضافية.
عملية الترشح
الموعد النهائي: بالنسبة لنسخة 2026، كان على الترشيحات أن تُقدَّم قبل 7 يوليو 2024، الساعة 12:00 ظهرًا.
التقييم: يراجع لجنة من كبار المسؤولين في الدول الأعضاء في الاتحاد من أجل المتوسط الملفات، ويتم الإعلان عن الفائزين خلال المنتدى الإقليمي في نوفمبر 2024.
التحضير: تمنح المدن المختارة عامًا لتجهيز برامجها قبل سنة اللقب.
فرصة لمدن المتوسط
يوفر اللقب للمدن منصة فريدة لتعزيز هويتها، وتقوية علاقاتها بالمنطقة، وتنشيط مجتمعاتها. من خلال الشراكات المحلية والدولية، يمكنها الاحتفاء بتراثها وطرح رؤية مستقبلية قائمة على التعاون والإبداع.

لمزيد من المعلومات أو لتحضير ترشح مستقبلي، يمكن التواصل مع ريم فيلالي مكناسي (الاتحاد من أجل المتوسط) أو أليساندرو لامونيكا (مؤسسة آنا ليند) عبر البريد الإلكتروني: info@medculturecapital.com.

تجسد هذه المبادرة قوة الثقافة كأداة للحوار والتماسك، موحدة شعوب المتوسط في احتفال بماضيها المشترك وطموحاتها المستقبلية.