الجزائر

عهدة روراوة بين النجاح المالي والإخفاق الرياضي



عهدة روراوة بين النجاح المالي والإخفاق الرياضي
تعقد صباح اليوم بوهران الجمعية العامة العادية لأكبر «مؤسسة» رياضية في الجزائر، ونعني بها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم التي أصبحت تسيل لعاب الكثير بفضل مداخيلها المالية الضخمة والمقدرة بأكثر من 250 مليار سنتيم سنويا. وحتى إن كان موعد اليوم لا ينتظر منه حدوث انقلابات ومفاجآت مثلما تعودنا مشاهدته في الجمعيات العامة السابقة للاتحادية، كون الأعضاء الحاليين سيصوتون باليدين و بالأغلبية على التقريرين المالي والأدبي للعهدة المنتهية للحاج محمد روراوة، فإنها بالمقابل ستكون تحت أنظار العديد من الوجوه السياسية والرياضية في الجزائر بعد الضجة التي أثيرت حول النتائج الفنية المتدهورة للمنتخبات الوطنية والنتائج الهزيلة التي حصدها المنتخب الأول في كأس إفريقيا الأخيرة، حيث سيبحث الرئيس المنتهية عهدته عن الكلمات الملائمة للتنصل من مسؤولية الفشل التقني للخضر في ظل «النجاح الكبير» الذي عرفته الفاف من حيث تحسين ظروف عمل المنتخبات والهياكل التي أصبحت تزخر بها الاتحادية دون الحديث عن حجم التأطير الفني للكرة الجزائرية بفضل الإجازات التي توزعها مديرية بوعلام لعروم للمدربين بالمئات.
وبين النجاح المالي والتسييري لروراوة وفشله الفني في السنتين الأخيرتين مقارنة بسنتي 2009 و2010 أين حقق «الحاج» نجاحات ضخمة بتأهيل الخضر إلى المونديال وبلوغ أشبال سعدان نصف نهائي الكان، فإن رئيس الفاف سيقدم تقريره وهو يندب حظ الأيام التي عادت به إلى الوراء وهو الذي كان يظن بعد أنغولا 2010 بأن القاطرة تقدمت ولن يفرملها أحد والطائرة أقلعت نحو الأعلى ولن تسقط.
ولعل لغة الأرقام التي سيحاول توظيفها رئيس الفاف لإقناع أعضاء الجمعية العامة ليست كلها في صالح الرئيس لأن الحديث عن حجم المداخيل بالملايير لا يمكن أن يغطي حجم التراجع الفني للمنتخبات الوطنية، ففي ظرف سنتين فقط أقصي الخضر في عديد الفئات الشابة من المنافسات القارية وحرم رفقاء بوڤرة من كأس افريقيا بالغابون وأقصي أشبال حاليلوزيتش في الدور الأول بجنوب إفريقيا وهي إخفاقات لا يمكن للحاج أن يخفيها رغم أنها فنية وليس إخفاقات تسييرية. اليوم سيتلقى روراوة تزكية الأعضاء تحت أنظار ومسمع خصومه ومراقبي الوزارة وسيتلقى الرئيس دعم الجمعية العامة كي يترشح لعهده جديدة قد تكون الأخيرة له، لكن «الحاج» لن يبقى أمامه وقت طويل للتكفير عن ذنب الإخفاقات الفنية التي لاحقته من العهدة الأولى وأضحى مطالبا بالاستثمار أكثر في مديرية فنية قوية لأن جمع المال بهذا الحجم من السبونسور وصرفه بهذا الشكل وبسرعة البرق لم ولن يخدم الكرة الجزائرية والسنوات أبثت لروراوة بأن اتحادية قوية تحتاج لمدير فني كبير وقوي، الفاف ليست بنكا أو وكالة تأمين، الفاف إتحادية لملايين المنخرطين في كرة القدم.


سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)