إن تأسيس فرحات عباس لحزب الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري في أبريل 1946، كان إيذانا بانفكاك عرى التحالف الوطني المجسد في حركة أحباب البيان والحرية خلال الحرب العالمية الثانية، وتأكد هذا الانشقاق بظهور حركة الانتصار للحريات الديمقراطية في نوفمبر 1946، و دخول الحزبين في تجاذبات عديدة حول مسألة الاتحاد، مع بروز تنافس حاد بين الطرفين على قيادة الحركة الوطنية الجزائرية ،إذ أصبح كل واحد منهما يعمل على الدعاية لحزبه في الأوساط الجماهيرية، و توطين خلاياه و فروعه عبر القطر الجزائري .
نظم قادة الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري في هذا الإطار جولة لدوائر القطاع الوهراني، بهدف القيام بحملة دعائية واسعة للحزب، استغرقت زهاء شهر ما بين ديسمبر 1946 ويناير1947، وكانت محطتها الأولى تلمسان . أحاول في هذه الدراسة المعتمدة أساسا على وثائق أرشيفية، تسليط بعض الأضواء على التجمع الشعبي الكبير المنظم بهذه المدينة في 22 ديسمبر 1946، لاستقبال فرحات عباس ومرافقيه من الشخصيات البارزة في الحزب، وذلك بالتعرض إلى أهمية التجمع، وعرض وتحليل مداخلات قادة الحزب؛ د.علال ، السيد الحصار، السيد بومنجل، السيد مهداد ،مع التركيز على مداخلة فرحات عباس، وإبراز أهم النقاط التي تناولها والخطوط العريضة لبرنامجه وكيفية تقديمها للجمهور، مع محاولة التطرق لرد فعل عناصر حزب الشعب الجزائري الآنية داخل التجمع ومبررات دعايتهم المضادة ، وكذلك الأصداء التي تركتها الزيارة والنتائج التي ترتبت عنها.
-
تعليقكـم
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
تاريخ الإضافة : 24/02/2011
مضاف من طرف : tlemcen2011
صاحب المقال : Dr Ouamri Moustapha / أوعامري مصطفى - Université de Tlemcen
المصدر : الملتقى الدولي تاريخ حاضرة تلمسان ونواحيها جامعة تلمسان، أيام: 20-21 و 22 فيفري – شباط 2011 تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية