عندما يعاني أصحاب الجبة السوداء في صمت!

موكلون يتحايلون و يحتالون على محاميهم عندما يعاني أصحاب الجبة السوداء في صمت!يحلم كل شخص منذ أن يكون طفلا صغيرا بمهنة العمر يدرس ويتعب من أجل أن ينجح ثم يمارسها ويتألق فيها وسبب ذلك كله حبه الشديد لها إلا أن حب المهنة في بعض الأحيان قد يوصل صاحبها إلى أمور كثيرة كأن يمارسها تحت الضغط أو أنه يبذل مجهودات كبيرة فيها دون أن يتلقى أجرا على تعبه ومن بين هؤلاء المحامون الذين يتلاعب الكثير من الموكلين بأتعابهم. عتيقة مغوفلتعبتر مهنة المحاماة من أشرف المهن على الإطلاق وأنبلها لما فيها من دفاع واسترجاع لحقوق المظلومين المهضومة وتطبيق لقانون الدولة الذي تضعه من أجل تحديد حقوق وواجبات كل مواطن إلا أن المحامين الجزائريين يعانون كثيرا مع موكليهم الذين يتهربون في كل مرة من دفع الأتعاب بحجة عدم امتلاك النقود أو أنهم يرفضون إعطاء المحامي حقه بسبب خسارة القضية وعدم الوصول إلى الحكم الذي يرضي صاحب القضية أي لصالح الموكل. دفع أتعاب المحامية مرهون ببيع قطعة أرضعادة ما يشاع في الأوساط الاجتماعية الجزائرية أن المحامين هم أناس أغنياء ومن أصحاب المال والجاه والسبب في ذلك أنهم يربحون المال من القضايا التي يرافعون فيها ولكن الأمر لا ينطبق على الجميع وهو حال بعض المحامين الذين يعانون الأمرين مع موكليهم الذين يتماطلون في دفع أتعابهم ومستحقاتهم المالية بعد أن كانوا لهم الحصن المنيع في استرجاع حقوقهم ومن بين المحاميات التي تعاني الأمرين مع زبائنها الأستاذة (ل.ع) محامية معتمدة لدى مجلس قضاء الجزائر بدأت تمارس مهنة المحاماة منذ 3 سنوات ورغم صغر سنها إلا أنها تمكنت من أن تثبث جدارتها وتكسب ثقة الكثير من زبائنها لأنها تبذل دائما قصارى جهدها حتى تربح قضيتها ولكنها في الأخير تصاب بخيبة الأمل بعد جهد جهيد بذلته والسبب في ذلك تماطل زبائنها في دفع مستحقاتها نظير مجهوداتها وقد روت لنا هذه الأخيرة معاناتها المتكررة مع زبائنها الذين يتماطلون في دفع أتعابها عند نهاية كل قضية ومن بين الزبائن زبون وكّلها في قضية ميراث عائلي حيث أن هذا الأخير كان في نزاع مع عمه حول قطعة أرض تركها جد الزبون وكان لوالده الحق فيها لكن عمه استولى عليها وبعد صراع مرير مع العم الذي كان يتماطل في كل مرة وبعد الذهاب والإياب لقاعات المحاكم لمدة تزيد عن السنة تمكنت الأستاذة ل.ع من كسب القضية وحين طالبت الزبون أن يدفع لها أتعابها كان رده أنه سيدفعه لها بعد أن يبيع قطعة الأرض ويحصل على ثمنها والأمر الذي زاد من غضب المحامية أنها كانت في بعض جلسات القضية تضطر للذهاب إلى ولاية بجاية لأن قطعة الأرض محل النزاع كانت تقع هناك ليس ذلك فحسب فقد خسرت الكثير من مالها الخاص بسبب تكاليف النقل والأكل والمبيت في الولاية حتى تحضر كل الجلسات في مواعيدها المحددة ليخيب أمل المحامية في الأخير بعدما تماطل الزبون في دفع مستحقاتها. مطلقة تأبى دفع المستحقات بعد أن خسرت القضيةولكن وعلى ما يبدو فإن الأستاذة (ل.ع) ليست الوحيدة التي تتلقى المتاعب في كل مرة من أجل تحصيل مستحقاتها من زبائنها بل غيرها من أصحاب الجبة السوداء كثيرون ومن بين هؤلاء الأستاذ زكرياء في العقد الثالث من العمر في حديث جمعنا به أخبرنا هذا الأخير أنه في كل مرة يعاني الأمرين مع زبائنه حتى يتمكن من تحصيل مستحقاته منهم ودائما يطلب منهم دفع نصف التكاليف المتفق عليها قبل البدء في القضية لكنه في كل مرة يتساهل معهم بعدما يغتاظ لحال الكثير من الزبائن ومن بين الأشخاص الذين رفضوا أن يدفعوا له أتعابه سيدة وكلته في قضية طلاق وطلبت من طليقها مبلغا معينا كبدل إيجار وحضانة على طفليها الاثنين وبعد أن استكمل المحامي كل إجراءات الدفاع عن السيدة خلال أربع جلسات لم يكن الحكم النهائي في حق موكلته حيث كان الحكم يقضي بأن أن يدفع طليقها حضانة وبدل إيجار أقل من الذي طلبته وهو الأمر الذي أثار غضبها كثيرا ما جعلها ترفض أن تدفع أتعاب الأستاذ زكرياء الذي بذل جهدا كبيرا في قضيتها ورغم أنه شرح لها أن القانون راعى ظروف زوجها المادية ولم يطالبه بمبلغ كبير مثلما أرادت إلا أنها لم تقنعها أية توضيحات ورفضت دفع الأتعاب جملة وتفصيلا.